أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يدعم هدف السلام بين إسرائيل والفلسطينيين حتى إذا لم يتضمن حل الدولتين. ولفت مسؤول في البيت الأبيض طلب عدم نشر اسمه إلى أن الولاياتالمتحدة لم تعد متمسكة بحل الدولتين كأساس للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، أنها لن تسعى بعد اليوم إلى إملاء شروط أي اتفاق لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، وإنما ستدعم أي اتفاق يتوصل إليه الطرفان، أيا كانت نتائج هذا الاتفاق معتبرا ن حلا على أساس دولتين لا يجلب السلام ليس هدفاً يريد أحد تحقيقه. وتأتي هذه التصريحات قبيل اللقاء المرتقب بين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترمب في البيت الأبيض. يشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إنه يفكر ”بكل جدية” بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدسالمحتلة، كما أنه رفض اعتبار الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة عائقا أمام التوصل إلى اتفاق سلام. ومن المرجح أن يستقبل ترامب نتنياهو اليوم الأربعاء للمرة الأولى في البيت الأبيض، دون طرح إقامة دولة فلسطينية، بحسب مراقبين. ويُتوقع أن تتركز المحادثات بين ترامب ونتنياهو التي جرت، مساء الأربعاء، على القضية الفلسطينية بما في ذلك بناء إسرائيل وحدات استيطانية في الأراضي المحتلة وما إذا كان حل الدولتين أمرا وارد، والملف الإيراني والوضع في سوريا، إضافة إلى تعزيز العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، حيث يعد هذا الاجتماع بالنسبة لنتنياهو فرصة لإصلاح العلاقات بين واشنطن وتل أبيب والتي تدهورت كثيرا خلال فترة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. وقال دنيس روس المتخصص في الشأن الإيراني والذي تولى منصب المنسق الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط أثناء فترة حكم الرئيس الأسبق بيل كلينتون، إن الجانبين يهمهما عقد اجتماع ناجح. وقال في إفادة نظمتها (إسرائيل بروجكت) وهي جماعة ضغط موالية لإسرائيل ”سينجح (الاجتماع) لأن الجانبين يريدان بشكل كبير تأكيد أن أي مشاكل كانت مع الإدارة السابقة قد انتهت.” ونقلت إذاعة الاحتلال أنّ نتنياهو قد التقى، ليل الثلاثاء، وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون تمهيدا للقائه المرتقب مع ترامب. عشراوي: تصريحات المصدر غير منطقية وغير مسؤولة ووصفت الدكتورة حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تصريحات المصدر في البيت الأبيض بأن واشنطن لم تعد متمسكة بحل الدولتين كأساس للتوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل بغير المنطقية وغير المسؤولة. وقالت عشراوي لوكالة الصحافة الفرنسية ”هذه ليست سياسة مسؤولة ولا تخدم قضية السلام”، مشيرة أن هذا ”أمر غير منطقي”. وأضافت ”لا يمكنهم ان يقولوا ذلك دون بديل”. من جهته اعتبر فوزي برهوم الناطق باسم حماس أن الموقف الأمريكي ”تأكيد على أن ما يسمى بعملية السلام هو وهم أعدته واشنطن للعالم ولمنظمة التحرير الفلسطينية على مدار أكثر من عقدين من الزمن، يعني 24 عام منذ عام 1992”. وأضاف برهوم للوكالة في غزة أنه ”تأكيد على أن الدور الأمريكي هو دور مخادع هدفه تثبيت أركان الكيان الصهيوني مع طمس كل حقوق الشعب الفلسطيني أو تصفية كل حقوق الشعب الفلسطيني، وهذا يحتاج الى إعادة تقييم كل المسار السياسي للقضية الفلسطينية والشروع في اعتماد استراتيجية وطنية فلسطينية ترتكز على برنامج المقاومة، من أجل استعادة حقوق شعبنا المسلوبة”. وبخصوص لقاء ترامب-نتانياهو الأربعاء، قال برهوم ”نحن لا نبني آمالا على هذا الاجتماع ولا نتوقع ان يعطى شيئا للشعب الفلسطيني بل هو عبارة عن تقارب أمريكي إسرائيلي لدعم الكيان الإسرائيلي وتصفية القضية الفلسطينية”. خروج هذا التسريب للعلن يؤسس لحالة من الفوضى السياسية على المستوى الدولي وفي السياق قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان أصدرته أمس، إنه ”إذا ما صدقت التسريبات الصحفية التي نسبت إلى ”مصدر مسؤول” في البيت الأبيض، بتراجع إدارة ترامب عن تبني حل الدولتين، فهذا يعني نجاح أول وفوري لنتنياهو حتى قبل بدء المشاورات مع الرئيس الأمريكي وحاشيته، ما من شأنه أن يعزز وضع نتنياهو في تلك المحادثات”. وأضاف البيان أنه في حال صدقت هذه التسريبات ”فهذا يعني تحولا خطيرا ليس فقط للإدارة الأمريكية ونظرتها لكيفية انهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وانما أيضا في انعكاساته على مواقف دول أخرى في العالم، ما يفتح المجال لشتى أنواع وأشكال الحلول لهذا الصراع الدائم”. وقالت: نحن ندرك تماما أن موقف الائتلاف اليميني الفاشي الحاكم في إسرائيل الرافض لحل الدولتين، ينطلق من مبدأ أن لا وجود أو إمكانية لوجود دولة فلسطينية بجوار دولة إسرائيل، ما بين النهر والبحر، وأمام إسقاط فكرة إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، يمكن أيضا لعقول اليمين الحاكم في إسرائيل أن ”تتفتق” عن أشباه حلول في مجملها تبقي السيطرة الأبدية على كامل الأرض لإسرائيل، مع إخضاع من بقي أو رغب في البقاء من الفلسطينيين لشتى أنواع الذل والاهانة ضمن حقوق قد لا تتعدى الحقوق المدنية لمجموعة من السكان. إن خروج هذا التسريب للعلن قبيل المحادثات الإسرائيلية الأمريكية هو نذير شؤم، ويؤسس لحالة من الفوضى السياسية على المستوى الدولي”. وتابع البيان: ”من جهتنا كفلسطينيين وأمام هذا الانزلاق المحتمل للموقف الأمريكي، سوف نسعى لتشكيل أوسع جبهة دولية للحفاظ على حل الدولتين، كخيار أفضل من وجهة نظر غالبية المجتمع الدولي، والانطلاقة في تحقيق ذلك، يجب أن تكون من الاتحاد الأوروبي رغم معرفتنا بوجود بعض الدول فيه التي سوف تتعامل إيجابا مع هذا الانزلاق المحتمل في الموقف الأمريكي. وختم البيان: ”نأمل أن تكون مثل هذه التسريبات الصحفية غير صحيحة، وأن يؤكد الرئيس ترامب في لقائه مع نتنياهو على حل الدولتين، وضرورة التوصل الى اتفاق تفاوضي ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويسمح بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية إلى جوار إسرائيل، تعيشان في أمن وسلام مع بعضهما البعض ومع المحيط”. يذكر أنّ المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، توقفت نهاية أفريل 2014، دون تحقيق أية نتائج تذكر، بعد 9 شهور من المباحثات برعاية أمريكية وأوروبية؛ بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان، وقبول حدود 1967 كأساس للمفاوضات، والإفراج عن أسرى فلسطينيين قدماء في سجونها.