حذر الفلسطينيون الولاياتالمتحدة، الأربعاء، من التخلي عن حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بعد أن قال مسؤول في البيت الأبيض، إن السلام لا يستلزم بالضرورة إقامة دولة فلسطينية. ويلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في وقت لاحق، الأربعاء، لأول مرة منذ فوز ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر. وكان مسؤول كبير في البيت الأبيض قال عشية الاجتماع، إن البت في شكل السلام مستقبلاً أمر يرجع للإسرائيليين والفلسطينيين. وتابع "سواء تحقق هذا في شكل حل الدولتين إذا كان هو ما يريده الطرفان أو شيء آخر"، مضيفاً أن ترامب يعتبر السلام في الشرق الأوسط "ذا أولوية عليا" وإنه لن يحاول "إملاء" حل. وبالنسبة للفلسطينيين الذين يريدون قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية، فإن مجرد فكرة الإيحاء بتراجع أمريكي عن هدف إقامة دولة فلسطينية مستقبلاً تعيش جنباً لجنب مع "إسرائيل" يعد أمراً مثيراً للقلق. ويحظى هذا الهدف بدعم دولي. وقالت حنان عشراوي المسؤولة الكبيرة بمنظمة التحرير الفلسطينية رداً على تصريحات المسؤول الأمريكي: "إن حل الدولتين المجمع عليه دولياً شكل ركيزة لسياسة الولاياتالمتحدة كما أنه شرط أساسي للسلام وإذا تنكرت إدارة ترامب لهذه السياسة، فإن ذلك سيؤدي إلى تدمير فرص السلام وسيكون له تأثير سلبي على مصداقية الولاياتالمتحدة ومصالحها في المنطقة". وأضافت في البيان: "استيعاب الإدارة الأمريكية الجديدة للعناصر المتطرفة في إسرائيل سيؤدي إلى فرض سياسة أمريكية غير مسؤولة وممارسات غير متزنة تساهم في تأجيج الوضع وتأزيمه". وأعلن نتنياهو التزامه بحل الدولتين في خطاب ألقاه عام 2009 وأكد على هذا الهدف مراراً على نطاق واسع منذ ذلك الحين. لكن نظراً للاضطرابات التي تشهدها المنطقة والانقسامات القديمة بين الفلسطينيين يقول بعض الساسة الإسرائيليين إن الوقت لم يحن بعد لظهور دولة فلسطينية. ورداً على تصريحات مسؤول البيت الأبيض، أشار حسام زملط مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس للشؤون الإستراتيجية إلى أن قيام دولة فلسطينية كان دوماً محور جهود السلام الدولية. وأضاف لوكالة رويترز للأنباء في القدس عبر الهاتف من مدينة رام الله في الضفة الغربيةالمحتلة: "حل الدولتين ليس شيئاً اختلقناه. إنه توافق آراء دولي وقرار اتخذ بعد عقود من الرفض الإسرائيلي لصيغة الدولة الواحدة الديمقراطية". وتجنب نتنياهو لدى توجهه إلى واشنطن، سؤالاً عما إذا كان ما زال يدعم حل الدولتين قائلاً، إنه سيوضح موقفه في العاصمة الأمريكية. ولكنه تحدث عما أسماه "دولة منقوصة"، مشيراً إلى أنه قد يعرض على الفلسطينيين حكماً ذاتياً راسخاً ومظاهر خارجية لدولة لكن دون سيادة كاملة.