تحولت الجزائر وخاصة قضية الاستعمار والذاكرة إلى ورقة انتخابية رابحة، لدى العديد من المترشحين للانتخابات الفرنسية، مثلما هو الأمر بالنسبة للمترشح الاشتراكي فرانسوا أمون الذي ذهب بعيدا في وعوده اتجاه الجزائريين بتأكيده إلى تقديمه للاعتذار لهم عن الجرائم الاستعمارية في حالة فوزه في الانتخابات الرئاسية. فبعد العاصفة التي أحدثتها تصريحات المترشح الشاب ”إمانويل ماكرون”، ظهر، بونوا هامون، ليتناول مجددا قضية الاستعمار الفرنسي للجزائر ويعد بتقديم ”الاعتذار الرسمي” للجزائريين عن الجرائم المرتكبة من قبل الحكومة الفرنسية خلال الحقبة الاستعمارية. وضم هامون منطقة المغرب العربي وهي تونس والمغرب لقائمة الدول المعنية بالاستعمار الفرنسي، لكنه خص بالذكر الجزائر، وأكد أن مسألة النظر بمسؤولية في التاريخ هي مهمة للغاية في بناء العلاقات بين الجزائروفرنسا. وذكر أن فرنسا عليها مواجهة تاريخها خلال حقبة الاستعمار في إفريقيا. ولكن المترشح الاشتراكي للرئاسيات القادمة، أكد في لقاء تلفزيوني نقلته وسائل الإعلام الفرنسية أمس، وجه انتقادات لمنافسه ”إمانويل ماكرو” رئيس حركة ”ماشيا” عندما قال إن فرنسا ارتكبت جرائم ”ضد الإنسانية” خلال زيارته الانتخابية للجزائر، ليغيرها في آخر تجمع له بتولون بكلمة ”ضد الإنسان”. واستند بونوا أمون إلى الجانب القانوني في نقده حيث قال إن تصريح ماكرون يعني إمكانية جر الحكومة الفرنسية إلى محكمة الجنايات الدولية وقدر الأمر بالخطير في نظره، ما من شأنه محاكمة الحكومة الفرنسية عن جرائم ضد ”الإنسانية”. كما ذكر أمون بالجرائم التي ارتكبت ضد اليهود والأرمن وبروندا، لكنه قال إن مسألة التاريخ ثقيلة وتسترعي الكثير من الحذر والدقة والمعالجة المحكمة. وتجدر الإشارة أن المترشحين للانتخابات الفرنسية يستغلون هذه الأيام قضية التاريخ والجالية المهاجرة بصفة عامة استثمارا للغليان الذي تشهده ضواحي باريس والتعاطف الشعبي مع الضحية ”تيو” الذي تم الاعتداء عليه جنسيا من قبل أربعة عناصر من الشرطة الفرنسية، حيث اندلعت أمس مظاهرات حاشدة عجزت قوات الأمن على تفريقها وقد نظمت من قبل المهاجرين وأبنائهم وأيضا شارك فيها الاشتراكيون والحقوقيين بقوة.