غالبية الفرنسيين مع الاعتذار عن جرائم الاستعمار أبدى غالبية الفرنسيين تأييدهم للتصريحات التي أدلى بها المرشح لسباق قصر الاليزيه ايمانويل ماكرون حول جرائم فرنسا فى الجزائر، في موقف يناقض مواقف السياسيين الفرنسيين الذين وقفوا في غالبيتهم ضد تلك التصريحات، حيث اظهر استطلاع للرأي أجراه معهد «ايفوب»، أن 51 بالمائة من الفرنسيين يؤيدون تصريحات المرشح للرئاسيات الفرنسية المقبلة، فيما يرى 52 بالمائة من المستجوبين انه على الحكومة الفرنسية الاعتذار عن الجرائم الاستعمارية. اظهر استطلاع للرأي أجراه معهد «ايفوب» الفرنسي بطلب من الموقع الالكتروني «كل شيء عن الجزائر»، تفاعلا ايجابيا في أوساط الفرنسيين مع التصريحات التي أدلى بها ايمانويل ماكرون بالجزائر بشأن جرائم الاستعمار، وبحسب نتائج الاستطلاع التي نشرها أمس الموقع، فان 51 بالمائة من المستجوبين، أبدوا تأييدهم لتصريحات ماكرون التي اعتبر خلالها بأن «الاستعمار جريمة ضد الإنسانية»، بينما يؤيد 52 بالمائة من الفرنسيين الذين شملهم الاستطلاع، تقديم اعتذار رسمي من الحكومة الفرنسية على جرائم القتل والفظائع المرتكبة في الجزائر. وبحسب نتائج الاستطلاع، الذي حاول معرفة رأي الشارع الفرنسي من تصريحات المرشح الصاعد لقصر «الاليزيه»، فإن 17 بالمائة من الفرنسيين يوافقون «بشدة» على ما قاله ماكرون، بينما يتفق 34 بالمائة من المستجوبين إلى حد ما، بالمقابل فان 22 بالمائة من المستطلعين لا يوافقون تماما على تلك التصريحات، كما أظهر التقرير وجود تفاوت كبير بين النساء والرجال حول هذا الموضوع. حيث أبدت 60 بالمائة من النساء المستجوبات تأييدهن للتصريحات التي ترى بان الاستعمار جريمة في حق الإنسانية، مقابل 40 بالمائة فقط من الرجال. بينما لا يوافق 32 بالمائة من الرجال على تلك التصريحات. وتتباين المواقف بالنسبة للفئات العمرية، حيث اظهر الاستطلاع أن 45 بالمائة من الفرنسيين الذين يتجاوز عمرهم 35 سنة هم ضد تلك التسميات، بينما تظهر النتائج أن 66 بالمائة من الفرنسيين تحت 35 عاما يؤيدون تصريحات ماكرون. إلى جانب الاختلاف الحاصل بحسب الانتماء السياسي، حيث يؤيد 70 بالمائة من أنصار اليسار تلك التصريحات، مقابل معارضة أنصار اليمين واليمين المتطرف. ويظهر الاستطلاع تباينا بين موقف غالبية الفرنسيين بشأن تصريحات ماكرون و واجب الاعتذار عن الجرائم المرتكبة في حق الجزائريين، ومواقف السياسيين التي جاءت في مجملها ضد تصريحات ماكرون، والتي أثارت سيلا من الانتقادات بين السياسيين الفرنسيين، بعدما وصف الاستعمار الفرنسي للجزائر ب»الجريمة ضد الإنسانية»، في خطوة غير مسبوقة خلفت جدلا وانتقادا واسعا فى باريس. واستنكر مسؤولون يمينيون ويمينيون متطرفون فرنسيون تصريحات المرشح الرئاسي حول استعمار فرنسا للجزائر. وقال ماكرون لقناة «الشروق نيوز» أثناء زيارته للجزائر، إن «الاستعمار جزء من التاريخ الفرنسي، إنه جريمة، جريمة ضد الإنسانية، وحشية حقيقية وهو جزء من هذا الماضي الذي يجب أن نواجهه بتقديم الاعتذار لمن ارتكبنا بحقهم هذه الممارسات». وتعتبر تصريحاته الأكثر جرأة ضمن السياسيين التقليديين في هذا البلد الأوروبي الذي من ضمن الدول التي استعمرها المغرب والجزائر وتونس. ويعتبر ماكرون من المرشحين الذين يتوفرون على حظوظ لرئاسة فرنسا وشغل منصب وزير الاقتصاد في حكومة الرئيس الحالي فرانسوا هولاند، وزار الجزائر بداية الأسبوع الجاري ضمن حملته الانتخابية، ويعتبر نفسه مرشحا لا ينتمي إلى اليمين ولا إلى اليسار. وتشكل تصريحات ماكرون جرأة سياسية في بلد يراهن فيه اليمين على تمجيد الاستعمار بل حتى جزء من اليسار يميل إلى ذلك ويتفادى تجريم الاستعمار. وكان الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي قد اصدر قوانين تمجد الاستعمار من زاوية أنه نقل الحضارة الأوروبية وبالخصوص الفرنسية إلى بلدان كان يعتبرها متخلفة. وكان فرانسوا هولاند في أول زيارة له إلى الجزائر قد قدم شبه اعتذار عندما تحفظ على جرائم حقبة الاستعمار ولكن دون أن يدينها بشكل صريح، وكانت تلك جرأة منه وواجه انتقادات كبرى، لكن إيمانويل ماكرون ذهب أبعد من ذلك واعتراف بجرائم فرنسا.