أعلن وزير الدفاع الفرنسي، أمس الجمعة، معركة استعادة مدينة الرقة معقل تنظيم ”داعش” في سوريا ستبدأ خلال الأيام القادمة. وقال لودريان لمحطة سي نيوز التلفزيونية ”كنا دائما نعتقد أن استعادة الرقة يشكل هدفا أساسيا ويمكن القول الآن أن الرقة محاصرة، وأن معركة الرقة ستبدأ خلال أيام”. وأضاف لودريان القول: ”ستكون المعركة صعبة جدا لكنها ستكون حاسمة، لأنه بمجرد سيطرة القوات العراقية على أحد المعقلين الموصل، والتحالف العربي الكردي على الآخر الرقة، فإن ”داعش” سيواجه صعوبة حقيقية في الاستمرار”، مشيرا ألى ”أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي يواجه صعوبات اليوم ولذلك لابد من مواصلة الضغوط”. ولفت وزير الدفاع الفرنسي إلى عقد اجتماع ”في الايام المقبلة” في واشنطن مع نظيره الامريكي جيمس ماتيس. وبخصوص مدينة الموصل العراقية، توقع لودريان استعادة السيطرة بالكامل على المدينة ”في الأسابيع المقبلة”، موضحا ”أن العمل المشترك بين القوات العراقية والتحالف الدولي الذي تشارك فيه فرنسا سيتمكن تدريجيا من استعادة الموصل”. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد صرحت، مطلع هذا الأسبوع، إن التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم الدولة الإسلامية، قام للمرة الأولى بعملية إنزال جوي في منطقة الكرين التي تبعد بنحو 5 كيلومترات عن غرب مدينة الطبقة الاستراتيجية في محافظة الرقة شمال سوريا، لدعم ”قوات سوريا الديمقراطية”، وهو تحالف يضم جماعات عربية وكردية، قرب بلدة الطبقة التي يسيطر عليها التنظيم في شمال سوريا، فاتحا بذلك جبهة جديدة في حملة استعادة الرقة. ولم يكشف البنتاغون عن عدد الطائرات التي شاركت في عملية الإنزال قرب سد الطبقة. وأضاف في بيان أن العملية جاءت ”لمباغتة مسلحي التنظيم”، علاوة على أهمية سد الطبقة في مد المنطقة بالكهرباء، يعتقد يقول البنتاغون أنّ المنطقة تحولت إلى مركز للمسلحين الأجانب تستخدم شن هجمات خارج سوريا. ويقول مراقبون أنه على الرغم من أنّ حجم القوات الأمريكيّة التي شاركت في الإنزال الجوّي، لم يكن كبيرًا، إلا أنّ يحمل دلالات، أهمها منع الجيش العربي السوري من استعادة الطبقة والتقدّم نحو الرقّة مستقبلا، بفرض خط أحمر بالنار يمنع على الجيش السوري وللقوى الحليفة له تجاوزه، في إطار معارك تقاسم النفوذ، لاسيما وأنّ عمليّة الإنزال شاركت فيها أيضًا وحدات من ”قوات سوريا الديمقراطيّة” والتي ترافقت مع عبور وحدات عسكريّة موالية لواشنطن نهر الفرات على متن زوارق مُحمّلة بالعتاد والذخائر باتجاه منطقة الكرين. إلى جانب قطع طريق الرقّة-حلب، وطريق الرقّة-الطبقة، لإحكام الخناق على مُسلّحي تنظيم ”داعش” في مدينتي الرقّة والطبقة، والاقتراب من مطار الطبقة العسكري. لافتة إلى الاستيلاء على ريف الطبقة الغربي، سيعزل مناطق سيطرة ”داعش” في ريف حلب الشرقي عن بقيّة مناطق سيطرته في الرقّة ودير الزور وهوما سيعجل في دحره والقضاء عليه. كما وجهت عملية الإنزال رسالة إلى أنقرة مفادها أنّه بإمكان واشنطن الاستغناء عن خدماتها في طرد ”داعش” من الرقّة، بالتعاون مع الوحدات الكردية وبعض المقاتلين السوريّين والعرب. ولعلّ الهدف الأبرز هو توجيه رسالة قويّة من واشنطن إلى موسكو بأنّ أيّ مُفاوضات خاصة بالوضع النهائي يجب ألاّ تتجاهل الدور الأمريكي في سوريا والشرق الأوسط عمومًا، وأنّ الرهان على التفرّد بالقرارات مع كل من تركيا وإيران دون الولاياتالمتحدة الأميركيّة، لن يُودّي إلى إنهاء الحرب في سوريا.