تستقبل مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة من ثلاث إلى أربع حالات إصابة بالجلطات الدماغية على الأقل في اليوم ،ثمانون في المائة منها بسبب الانسداد في أوعية الدم على مستوى المخ الأمر الذي يستدعي تدخلا طبيا مستعجلا خلال الأربع ساعات الأولى من ظهور الأعراض الأولية. وفي هذا الخصوص، يقول البروفيسور أمين سالمي رئيس مصلحة الاستعجالات الطبية بقسم التخدير و الإنعاش الطبي بمستشفى مصطفى باشا إن “هناك حالتين للجلطة الدماغية، جلطة تحدث بسبب انسداد في أحد الأوعية الدموية، والأخرى تنجم عن نزيف بأحد الأوعية”. وأوضح البروفيسور أن حالات الانسداد الشرياني هي من أكثر الحالات التي تستقبلها مصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا حيث تستقبل”من ثلاث إلى أربع حالات في اليوم على الأقل”. و أفاد سالمي أن وصول المريض إلى المستشفى قبل أربعة ساعات و نصف بعد الجلطة تمكن المريض من العودة إلى حالته الطبيعية شريطة البقاء تحت المراقبة الطبية بمصلحة القلب ولأوعية الدموية لمدة لا تتجاوز 48 ساعة وهذا في حال الانسداد الشرياني. أما إذا حدث نزيف فلا بد من الاتصال بأطباء مختصين في جراحة الأعصاب. وعن الأعراض التي تخلفها الجلطة الدماغية ركز المتحدث على “الشلل، و في بعض الأحيان ضرورة التنفس الاصطناعي”. و ينصح البروفيسور أمين سالمي بضرورة مراجعة الطبيب في وقت مبكر خاصة في حال ظهور أولى الأعراض مهما كانت بسيطة، والإقلاع عن التدخين، وعدم التوقف عن أخد الأدوية خاصة للمرضى المصابين بالضغط الدموي. وفي حال ما إذا تم نقل المصاب بالجلطة الدماغية إلى المستشفى في وقت متأخر فستصعب عملية التكفل به خاصة عند ظهور شلل نصفي أو كلي لدى المصاب. وبخصوص أهم أسباب حدوث الجلطة الدماغية أشار البروفيسورإلى “ارتفاع ضغط الدم، و السكري، والكولسترول و التدخين” في الوقت الذي اكتشف فريق من العلماء في “غوتنبرغ” السويدية جينا قد يساعدهم على استيضاح سبب إصابة بعض الناس بالجلطة الدماغية وعدم تعرض البعض الآخر لها. وأطلق على الجين المكتشف تسمية “فوكس-اف2” وهذا الجين موجود عند الجميع لكن تصرفه يختلف من شخص إلى آخر. ويرى العلماء أن هذا الاختلاف في تصرف الجين قد يكون سببا في زيادة خطر نزيف الدم في الدماغ عند البعض وفي انتفائه عند آخرين. وعالج العلماء المعلومات الجينية لدى 150 ألف شخص فتوصلوا إلى استنتاج مفاده أن جين “فوكس-اف2” يضمن ميزات فريدة للأوعية الدموية في الدماغ وهي ما يسمى بالحاجز الدموي الدماغي. وحسب الأستاذ بمعهد الكيمياء وبيولوجيا الجزيئات لدى جامعة “غوتنبرغ”بيتر كارلسون فإن هذا الاكتشاف جاء اختراقا في مجال البحوث الخاصة بالجلطة الدماغية لأن من شأنه خفض ضغط الدم لدى المرضى الذين يحتمل أن يصابوا بالجلطة الدماغية أن يحميهم منها. كما سيسمح اكتشاف هذا الجين بإطلاق عملية إعداد دواء من شأنه أن يوطد أوعية الدماغ الدموية ويمتن جدرانها وفق المصدر ذاته.