كشفت وزارة الدفاع الروسية، يوم أمس، بأنّ القوات السورية قصفت مستودعا للذخيرة تابعا للمعارضة في خان شيخون في ريف إدلب. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، إيغور كوناشينكوف: ”وفقا لوسائل الرصد الجوية الروسية، قصفت القوات الجوية السورية في الساعة ظهر الثلاثاء، مستودعا ضخما للذخيرة تابعا للإرهابيين في الأطراف الشرقية لبلدة خان شيخون بريف إدلب، وكان المستودع يحوي ذخيرة ومعدات، فضلا عن العثور على ورشة محلية لإنتاج قنابل محشوة بمواد سامة”. وأضاف المتحدث أنّ ذخيرة الأسلحة الكيميائية ”كانت تنقل باستمرار من المستودع في خان شيخون إلى المسلحين في العراق”، في حين تم إثبات استخدام الإرهابيين لهذه الذخائر مراراً من قبل المنظمات الدولية والسلطات العراقية. وأشار بيان الوزارة إلى أن أعراض التسمم التي لحقت بالمدنيين في خان شيخون والتي ظهرت في مقاطع الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، وهي نفسها التي استخدمت ضد المدنيين في حلب خريف العام الماضي. وكانت القوات المسلحة السورية قد نفت نفيا قاطعا ”المزاعم والادعاءات” التي تناقلتها وسائل إعلام حول استخدام مواد كيماوية في بلدة خان شيخون بريف إدلب. ونقلت ”سانا” بيان القيادة العامة للجيش السوري ورد فيه: ”إن المجموعات الإرهابية المسلحة دأبت على توجيه الاتهام للجيش العربي السوري باستخدام الغازات السامة ضد أفراد هذه المجموعات أو ضد المدنيين في كل مرة تفشل في تنفيذ أهداف رعاتها ومشغليها، وتعجز عن تحقيق أي مكاسب ميدانية على الأرض في محاولة يائسة لتبرير فشلها والحفاظ على دعم مموليها”. ونفت القيادة العامة للجيش ”نفيا قاطعا استخدام الجيش العربي السوري أي مواد كيماوية أو سامة في بلدة خان شيخون بريف إدلب هذا اليوم”، مؤكدة أنها ”لم ولن تستخدمها في أي مكان أو زمان لا سابقا ولا مستقبلا”. وشدّدت على أن الجيش العربي السوري ”أسمى من أن يقوم بمثل هذه الأعمال الإجرامية الشنيعة”. وختمت القيادة العامة للجيش بيانها بالقول إن ”المجموعات الإرهابية ومن يقف خلفها تتحمل مسؤولية استخدام المواد الكيماوية والسامة والاستهتار بحياة المواطنين الأبرياء لتحقيق أهدافها وأجنداتها الدنيئة”. وفي السياق، أعلنت منظمة الإغاثة الطبية السورية، يوم الثلاثاء، ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الكيماوي في سوريا إلى 100 قتيل و400 مصابًا. وقال المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا إن الهجوم الكيميائي على خان شيخون في إدلب شمال سوريا وقع بالطائرات وطالب بالكشف عن المسؤولين عنه. وقال دي ميستورا، الثلاثاء، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع موغيريني: ما حدث فظيع. نحن نطالب والأممالمتحدة تطالب، وأنا متأكد من أنه سيكون هناك اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن هذه المسألة من أجل تحديد المسؤولية. موغريني: توحيد الموقف الدولي حيال سوريا أصبح أكثر إلحاحا بعد الهجوم وقبيل التحاقها، صباح أمس، بمؤتمر بروكسل حول المساعدات لسوريا، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني المجتمع الدولي إلى دفع مفاوضات السلام في سوريا، وصياغة موقف دولي موحد حيال هذا الأزمة. وأوضحت موغريني أن الأمر أصبح أكثر إلحاحا بعد الهجوم الكيماوي على خان شيخون يوم الثلاثاء. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن ”الهجوم الكيميائي على خان شيخون في إدلب يؤكد أن جرائم حرب تحصل في سوريا بشكل متكرر”، مشددا على أن ”هناك حاجة ملحة لوضع حد للحرب في سوريا ونريد تحقيقا فيما جرى في خان شيخون وعلى هذا الأساس سنتحرك”. وأكد غوتيريس، في تصريح قبيل مشاركته في مؤتمر بروكسل، ”أننا نعمل على تقديم مساعدة للاجئين ونحتاج إلى دعم المجتمع الدولي”، معربا عن أمله بأن ”يكون هذا المؤتمر خير دليل على التزام المجتمع الدولي بالقيام بواجباته تجاه سوريا والمجتمعات المضيفة للنازحين السوريين”. ومن جهته دعا وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، أمس، لدى وصوله لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إلى عدم ”السماح باستمرار بقاء حكومة الرئيس السوري، بشار الأسد، في السلطة بعد انتهاء الصراع الدائر بسورية”. ودعا جونسون إلى محاسبة المسؤولين عن الهجوم. من جهته، دعا وزير الخارجية الألماني، زيغمار جابرييل، موسكو، إلى دعم قرار لمجلس الأمن الدولي يدين الهجوم، مضيفا أن المسؤولين عنه يجب أن يمثلوا أمام محكمة دولية. وقال جابرييل للصحفيين قبل التحاقه بالمؤتمر ”نرى أن من الصواب أن يركز مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قضية الغاز السام هذا اليوم. ونحن نناشد روسيا دعم قرار مجلس الأمن، والتحقيق في الواقعة، ومحاسبة المسؤولين”. ومضى قائلا ”علينا بالطبع أن نفعل كل ما هو ممكن كي يمثل هؤلاء المسؤولون أمام محكمة دولية لأن هذه واحدة من أبشع جرائم الحرب التي يمكن تخيلها”. وقالت مصادر دبلوماسية، إنّ الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا قدمت مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين الهجوم الكيميائي الذي استهدف صباح أمس الثلاثاء بلدة خان شيخون بريف إدلب، ويطالب بإجراء تحقيق دولي بشأنه. ونقلت وسائل اعلام أمريكية فإن مشروع القرار المقترح يدعو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى التعديل في إعداد تقرير بشأن الهجوم الذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 58 مدنيا، بينهم 19 طفلا و13 امرأة، اختناقا وإصابة 170 آخرين في قصف جوي بغازات سامة استهدف البلدة الخاضعة لسيطرة المعارضة. وتعتزم الدول الثلاث طرح مشروع قرارها على التصويت خلال هذه الجلسة، لكن موقف روسيا كان حتى مساء الثلاثاء لا يزال مجهولا، بحسب ما أفاد دبلوماسيون. وينص مشروع القرار على أن مجلس الأمن ”يدين بأشد العبارات استخدام أسلحة كيميائية” في سوريا ولا سيما في الهجوم الذي استهدف خان شيخون الثلاثاء، ويطلب من لجنة التحقيق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي لديها تفويض من الاممالمتحدة أن تبدأ فورا العمل لتحديد المسؤولين عن هذا الهجوم الكيميائي. ومن جهتها، عبرت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية عن ”قلقها الشديد” حيال الهجوم، وأشارت إلى أن بعثة تقصي الحقائق التابعة لها تعمل حاليا على جمع وتحليل المعلومات من جميع المصادر المتاحة، وستقدم تقريرا عن النتائج التي توصلت إليها إلى المجلس التنفيذي للمنظمة والدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية. وأكدت وسائل إعلام أن مشروع القرار وزّع على سائر اعضاء مجلس الأمن عشية الاجتماع الطارئ الذي عقده المجلس ليل أمس بطلب من باريس ولندن للبحث في هذا الهجوم. وقالت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة نيكي هيلي، إنّ واشنطن ”تنظر بقلق إلى ما حدث في إدلب”. ومن جهة أخرى، أفادت مصادر بأن المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، دعا المعارضة لاجتماع طارئ لبحث مستقبل العملية السياسية بعد الهجوم الكيماوي على المدينة.