وصف مايك بومبيو، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، يوم الخميس، منظمة ”ويكيليكس”، على أنها وكالة مخابرات غير حكومية معادية كما وصف مؤسسها، جوليان أسانج بالمحتال والجبان. وجاءت تصريحات بومبيو في سياق كلمة ألقاها أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، والتي تعد أوّل خرجة إعلامية له منذ توليه رئاسة المخابرات في إدارة ترامب. وتطرق بومبيو لمؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، وإدوارد سنودن، العميل السابق للاستخبارات الأمريكية، الذي سرّب عام 2013 وثائق كشفت برامج تجسس واسعة النطاق قامت بها وكالة الأمن القومي الأميركي، قبل لجوئه إلى روسيا. ويعترف عدد كبير من الديمقراطيين لبومبيو بمعرفته الواسعة في قضايا الاستخبارات وخصوصا في مجال الأمن المعلوماتي. ونقلت صحيفة ”ذا هيل” الأمريكية، يوم أمس، تصريحات مدير ال”سى اي ايه” قال فيها: ”لقد حان الوقت لاستدعاء ”ويكيليكس”، للكشف عن حقيقتها: إنها وكالة مخابرات غير حكومية معادية، تستعملها جهات أجنبية مثل روسيا فى كثير من الاحيان كأداة للتحريض”. ولفت بومبيو إلى أنّ ”المعلومات التي سرّبها كل من أسانج وسنودن سبّبت ضررا كبيرا للأمن القومي وسيواصلان القيام بذلك على المدى الطويل”، مضيفا أن تلك التسريبات أضرت بعلاقات الولاياتالمتحدة مع شركاء أجانب. ووجهت لفريق ترامب علنا انتقادات جمّة، بسبب تلك التسريبات. كما اتهمت أجهزة الاستخبارات الأمريكيةروسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية لترجيح كفة مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. عندما كان مرشحاً رئاسياً قال ترامب ”أنا أحب ويكيليكس”. وجاء هذا التصريح كنوع من الامتنان تجاه الموقع، بعد كشفه عن رزم من رسائل البريد الإلكتروني المسروقة من اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، ومن رئيس حملة كلينتون جون بودستا، وتحويل مسار انتخابات 2016 لصالح ترامب. واعتبر بومبيو أن ”جهاز المخابرات العسكرية الروسي ”جي.آر.يو” استغل ويكيليكس لتسريب مواد حصل عليها من خلال قرصنة المنظومة الإلكترونية للجنة الوطنية الديمقراطية خلال حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2016”، مشيراً إلى أن ”ويكيليكس شجع أتباعه على البحث عن وظائف في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية للحصول على معلومات مخابرات”. واستشهد بومبيو بتقرير نشرته وكالة الاستخبارات الأمريكية في يناير الماضي. وقال التقرير إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سعى إلى مساعدة دونالد ترامب للفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ولفت التقرير إلى أن بوتين ”أمر في عام 2016 بشن حملة” للتأثير على الانتخابات الأمريكية. واكتفى ترامب على غير عادته بالتعليق إن نتيجة الانتخابات لم تتأثر. ومنذ فوزه بالانتخابات، تحدى ترامب باستمرار إشارات الأجهزة الاستخبارية عن القرصنة الروسية. ومن جهتها نفت موسكو أي دور لها في القرصنة، وقال أسانج إنّ روسيا لم تكن مصدر التسريبات الكبيرة في الموقع لرسائل الكترونية من الحزب الديمقراطي. وجذير من الذكر أنّ جوليان أسانج، وهو صحفي وناشط ومبرمج أسترالي موسس موقع ويكيليكس ورئيس تحريره، يعيش منذ العام 2012 لاجئا في سفارة الإكوادور في لندن، بهدف الإفلات من مذكرة توقيف أوروبية صدرت بحقه عن السويد على خلفية اتهامه بجريمة اغتصاب ينفي ضلوعه فيها. ويخشى أسانج في حال نقله إلى السويد أن يتم تسليمه إلى الولاياتالمتحدة؛ حيث يواجه عقوبات جمّة بعدما نشر العام 2010 آلاف الوثائق السرية الأميركية العسكرية والدبلوماسية ولا سيما عن الحربين في العراق وأفغانستان.