امتثل أمس أئمة المساجد بولايات الوطن لمادة من قانون الانتخابات تحظر ”استعمال أماكن العبادة لأغراض الدعاية السياسية” رغم تعليمة وزارة الشؤون الدينية بتحسيس المواطنين للمشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة في خطوة تهدف لمواجهة عزوف الناخبين، في حين نفذ أئمة آخرون توصيات الوزير وتم ربط الموعد الانتخابي بموضوع ”السلم والاستقرار”. وضمن أئمة خطبهم ليوم أمس الجمعة، حث المواطنين على دعم استقرار الوطن وتنميته في هذه ”المرحلة الحساسة”، كما قالوا، حيث حضرت أيضا مسألة ما يحدث في دول عربية في سوريا وليبيا وهو خطاب يسوقه وزراء وموالون للسلطة في إشارة إلى أهمية الموعد الانتخابي يوم الرابع ماي، وآخرون أفردوا درسا عن ”الوطنية” فيما تحدث أئمة بولايات أخرى عن وجوب اختيار أناس أمناء في مناصب الدولة، لكن مع ذلك فإن رجال دعوة بعدد من المساجد فضلوا مخالفة توصيات وزارة الشؤون الدينية والحديث عن موضوع الإسراء والمعراج أو عن قضية ”البركة”. وسبقت صلاة الجمعة دعوة وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى الأئمة إلى تحسيس المواطنين بالمشاركة بقوة في الاستحقاقات التشريعية ليوم 4 ماي المقبل دون الانحياز لمرشح أو حزب معين. وأكد الوزير في تصريح أدلى به على هامش لقاء تكويني للأئمة أنه ”يجب على هؤلاء أن يعملوا على إقناع وتحسيس المواطنين بأهمية هذه الاستحقاقات وعدم استغلال منابر المساجد لمرشح معين أو لقائمة حزب معين خاصة وأن قوانين الجمهورية تمنع الإمام أن ينحاز في خطابه المسجدي الى أي حزب أو مترشح”. وبخصوص الخرجات الميدانية التي ستنظمها الزوايا بغية إنجاح الاستحقاقات المقبلة أعرب الوزير عن تأييده وترحيبه بهذه الفكرة لأن الهدف منها -كما قال- ”هو خدمة المجتمع والوطن”. ويحظر قانون الانتخابات الزج بالمسجد في المواعيد الانتخابية؛ إذ تقول المادة 184 منه إنه ”يمنع استعمال أماكن العبادة والمؤسسات والإدارات العمومية، ومؤسسات التعليم والتكوين، مهما كان نوعها أو انتماؤها، لأغراض الدعاية الانتخابية بأي شكل من الأشكال”.