أعطى وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، تعليمات صارمة إلى ولاة الجمهورية من أجل إنجاح عرس الرابع ماي الداخل، وذلك عن طريق تسخير كل الوسائل المادية والبشرية، حاثا إياهم في آخر تعليمة أبرقها لهم، بالحرص على توصيل بطاقة الناخب إلى المواطنين حيثما وجدوا من أجل المشاركة القوية في التشريعيات، فيما قال إن الجزائر لا تزال مستهدفة داخليا وخارجيا. هي التعليمات التي تؤشر إلى وجود تخوف كبير من قبل الحكومة من بعبع عزوف الجزائريين عن الذهاب للاقتراع يوم الرابع ماي الداخل. شدّد بدوي خلال تصريحات هامشية أدلى بها من ولاية بومرداس التي تفقّد فيها مشاريع تنموية في الولاية، على أن الحملة الانتخابية التي تدخل اليوم أسبوعها الثالث والأخير، ”كانت مسؤولة”، وهذا من خلال ما لمسناه من تصريحات رؤساء التشكيلات السياسية، حيث سرّنا كثيرا سماع الشركاء السياسيين يدعون للحفاظ على الأمن والاستقرار، والالتزام بخطاب يدخل في صميم تحصين الجزائر أمنيا، مشيرا إلى أن أحسن وسيلة للحفاظ على الأمن والاستقرار هو أداء الواجب الانتخابي. وخاطب بدوي الجزائريين - قبل موعد الرابع ماي بأيام قليلة - بالقول إنه ”يجب أن لا تتركوا أي شخص يفكر ويقرر في مكانكم، لأنه ولما كانت الجزائر في عزلة دولية زمن الإرهاب الذي عانت منه طيلة عشرية كاملة، كانت تصارع لوحدها”. وحذر المسؤول ذاته من أن الجزائر مستهدفة، والدليل على ذلك وجود المجموعات الإرهابية التي يتم القضاء عليها في كل مرة، فضلا عن ترسانة الأسلحة التي تحجزها مصالح الأمن يوميا، وهو مؤشر - حسب بدوي - على أننا محاطون بجبهات مشتعلة يجب الحرص بعدم ترك الفرصة للغير. وفي موضوع الساعة، دعا بدوي رؤساء البلديات إلى القيام بجولات جوارية تحسيسية من أجل إقناع الجزائريين بضرورة التوجه إلى صناديق الاقتراع والانتخاب على من يرونه مناسبا لتمثيلهم نيابيا. وردا على أحزاب المعارضة التي انتقدت تدخل الولاة من خلال قيامهم بعمل تحسيسي تحسبا ليوم الاقتراع، قال بدوي إن هذا من صميم واجبهم، حاثا إياهم على توصيل بطاقة الناخب إلى المواطن، والحرص على ذلك حرصا شديدا من خلال إسداء تعليمات صارمة، منوها بالدستور الثالث لبوتفليقة المصادق عليه في فيفري 2016، حيث أكد أن الجزائر بدستورها الجديد ستجتاز عقبة الانتخابات بكل ثقة. وبخصوص عمل الهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات، قال بدوي إن وزارة الداخلية تعمل بالتنسيق مع هيئة دربال لضمان نجاح التشريعيات المقبلة، في وقت يتواجد المئات من الملاحظين الدوليين في الجزائر للوقوف على مدى نجاح العملية الانتخابية.