l مقبلون على أزمة حادة وعلى الشعب فرض التغيير أبدى رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، تفاؤلا كبيرا بتحقيق المفاجأة خلال تشريعيات الرابع ماي الداخل، في حين حذر في لقاء جمعه مع ”الفجر” من حدة الأزمة الاقتصادية التي ستتفاقم في المستقبل، داعيا الشعب إلى فرض التغيير السلمي عن طريق الصندوق. توشك الحملة الانتخابية على الانقضاء فكيف كانت خرجاتكم إلى الولايات وماذا لمستم؟ جبهة المستقبل جابت إلى غاية الآن 30 ولاية. ونحن الحزب الوحيد الذي زار هذا العدد من الولايات. فكانت لنا فرصة لقاء سكان الشرق والغرب والصحراء، ولمسنا تجاوبا كبيرا من طرف الجزائريين الذين اقتنعوا ببرنامج الحزب، وهو مؤشر إيجابي على فعالية الحزب الذي يعتمد على الخطاب والعمل الديمقراطي داخل هياكل الحزب المقبل على عقد مؤتمر نهاية 2017. انقسم خطاب الطبقة السياسية خلال الحملة بين الداعي لفرض التغيير والمتخوف من التزوير، فأين محل جبهة المستقبل من ذلك؟ - الحقيقة أن الشعب الجزائري فقد الثقة في المؤسسات، وحتى في نفسه ويتطلب إعادة تلك الثقة وتجديدها مسؤولية الطبقة السياسية، التي ينبغي أن تفرض خطابا صادقا مبني على معطيات صادقة، أما بالنسبة للتزوير الذي نسميه نحن عدم شفافية الانتخابات وصدقها، نحن ندعو إلى ترك الفرصة للشعب لفرض التغيير وممارسة صلاحياته، لأن الشعب هو مصدر كل سلطة، وأنا أعتقد أن فرض التغيير قد يأتي من ثلاث جهات وهي الانتخابات الحرة والنزيهة، أو عن طريق فرض التغيير عن طريق السلطة مثلما حدث سنة 1989، أو عن طريق الشارع، وهو الخيار الذي نتخوف منه ونرفضه وندعو إلى تبني الخيار الأول والثاني. طغى على خطاب الحملة الانتخابية أسلوب التراشق بين قادة الاحزاب السياسية، فهل يعود الأمر إلى غياب البرامج أم إلى الإفلاس السياسي الذي طال الطبقة السياسية؟ نحن ضد كل هذه الممارسات التي طغت على الحملة الانتخابية، وضدّ كل أنواع العنف اللفظي لأننا لسنا عدوا لأي جهة كانت، سواء الأحزاب السياسية أو السلطة. وأعتقد أنه مهما كان اختلاف الرأي لا يجب أن يؤدي إلى الصراع الحاد. وبالمقابل يجب تبني خطاب مبني على الصدق وعلى المنافسة الشريفة، لأن المواطن يتابع كل كبيرة وصغيرة والتراشق السياسي قد ينعكس سلبا على المجتمع خاصة فيما تعلق بقضية فقدان الثقة بين المواطن ورجال السياسية. ونحن في جبهة المستقبل كان خطابنا واقعيا، بعيدا عن كل صراع من شأنه أن يضرّ بقواعد اللعبة السياسية التي يجب أن تبنى على الاحترام المتبادل. أثبت خطاب الحملة أن الأحزاب لم ترق إلى بلورة خطاب واقعي يتماشى وانشغالات الشارع. هل يعتبر هذا دليل أزمة تتخبط فيها الطبقة السياسية؟ وضعنا ما يسمى مصطلح الأخلاق السياسية على قمة هرم برنامجنا الاستعجالي الذي يضم كل القطاعات، لأننا نعتقد أن الأخلاق السياسية هي أساس نجاح أي برنامج، فمنحنا أهمية كبيرة لقطاع الصحة من خلال إنشاء وظيفة عمومية خاصة بالقطاع، وكذا وضع تدابير تحفيزية للأطباء خاصة العاملين في الجنوب، وكذا قطاع التعليم عبر دعم القطاع وترقية مستخدميهم وخلق بكالوريا مهنية مع خلق جسور لتوجيه التلاميذ، كما وضعنا قطاع العدالة على هرم الإصلاحات، كما قدمنا اقتراحات راعينا فيها الجانب المالي للبلاد التي تمر بأزمة ستكون حادة خلال السنوات القادمة. هل تترقب جبهة المستقبل تحقيق المفاجأة خلال تشريعيات ماي القادم مثلما حققتها في رئاسيات 2014؟ نحن راضون بكل ما يقدمه لنا الشعب، فقد تجاوب معنا واقتنع ببرنامجنا. فنحن لم نستعمل المال الوسخ والفاسد ولم نشتر الذمم، وخطابنا كان صادقا وصريحا، مبنيا على برنامج علمي أعده خيرة أبناء الحزب، وبإذن الله سنعيد مفاجأة 2014 إذا تركت للشعب حرية الاختيار.