رفض وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، إقحام الجزائر في سجال قال إنها في غنى عنه، على خلفية كيل لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي اتهاما ضد مساهل، عقب زيارته إلى مناطق في جنوب ليبيا تزعم ب”انتهاك” لسيادة الدولة. نفى الوزير مساهل أمس، في اتصال هاتفي مع ”الفجر”، مضمون البيان الموقع باسم لجنة الدفاع في البرلمان الليبي، الذي ادعى عدم إعلام الجانب الليبي بترتيبات الزيارة. وقال مساهل بهذا الخصوص أنه ”أعلم السلطات المعنية بزيارته إلى الشرق والغرب الليبي كما هو الحال للجنوب، اين تم استقباله بحفاوة كبيرة من طرف أعيان ومسؤولي المناطق، فيما رفض الرد على الاتهامات مكتفيا بالقول ”لن أدخل في سجال نحن في غنى عنه”. وكانت اللجنة حملت اتهاما مباشرا للوزير مساهل الذي قام بجولتين ميدانيتين إلى الأراضي الليبية لتسوية الأزمة، ادعت فيه في بيان بأن ”تابعنا دخول الوزير الجزائري وتنقله في عدد من المدن بالجنوب الليبي دون حسيب أو رقيب أو إذن مسبق وكأنها ولاية من ولايات الجزائر”، على حد قولها، وتناست اللجنة التي يقع مقرها بطبرق زيارة مساهل الأولى إلى شرق وغرب البلاد قبل أسبوعين أين التقى بعدة مسؤولين وشخصيات نافذة على رأسها قائد الجيش خليفة خفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح. واعتبر المصدر أنه ”اجتمع مع شخصيات ما زالت تحمل العداء والحقد على الليبيين”، على حد وصف البيان، وهو ما يمثل إصرارا من طرفها على إقصاء شريحة هامة الليبيين الذين يعيشون في الجنوب. وقال وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، خلال لقائه مع مسؤولين محليين بمدينة غات، وممثلين عن أعيان منطقة فزان في الجنوب الليبي، ترحيب الجزائر بكل الخطوات التي تسير وفق الحل السياسي للأزمة الليبية من خلال الحوار والمصالحة. وجدّد مساهل موقف الجزائر القاضي برفض أي تدخل أجنبي، مؤكدا أن الشأن الليبي يهم الليبيين أنفسهم وبإمكانهم من خلال قدراتهم وإطاراتهم الخروج من هذه المحنة. ومن مدينة غدامس أكد مساهل على وجود إرادة قوية لدى جميع الأطراف الليبية من أجل الحوار والمصالحة، معربا عن استعداد الجزائر لتقاسم تجربتها بهذا الخصوص للمساعدة في حل الأزمة. كما ثمن أعيان قبائل منطقة فزان بجنوب ليبيا وشخصيات سياسية وعسكرية، الجهود التي تقوم بها الجزائر للدفع نحو الحوار والمصالحة بين الليبيين، مشيدين بتجربة الجزائر في المصالحة الوطنية ومكافحة الإرهاب. وتعقب جولة مساهل احتضان الجزائر اليوم اجتماع دول الجوار وسط تطورات المشهد الليبي عقب لقاء حفتر فايز السراج قبل أيام بالإمارات، فيما أشارت مصادر دبلوماسية جزائرية إلى احتمال غياب وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي عن الاجتماع تجنبا لإحراج خلفته تصريحات وزير تونسي في إيطاليا مست الجزائر.