سلطت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة، الأربعاء الأخير، عقوبة الإعدام في حق عشريني قتل شقيقه وقام بإحراق جثته ودفنها بحديقة المنزل الواقع بحي المحطة بمنطقة ببلدية حامة بوزيان في قسنطينة، قبل أن يوهم أفراد عائلته أن الضحية اتجه رفقة شبان من المدينة الجديدة علي منجلي نحو العاصمة اليونانية آثينا. الجريمة التي اكتشفت العام الماضي شكلت صدمة للرأي العام، اعتبرها ممثل النيابة سابقة لم تألفها المحكمة من قبل، لاسيما أن طرفيها تربطهما قرابة الدم، وبنبرة صوت يملؤها الحزن أعاد المتهم ”ش.ب” 24 سنة، سرد الدقائق الأخيرة التي جمعته بشقيقه الضحية ”ب.ع” بمنزلهما العائلي وهو يذرف الدموع، حيث ذكر لهيئة المحكمة أنه كان ينوي الدفاع عن نفسه بعد أن هدده أخوه المتوفى بسيف. وقال المتهم أنه في يوم من شهر ماي سنة 2012 لما كان بمنزل العائلة رفقة شقيقه، لحق به هذا الأخير الذي كان في حالة سكر، حيث نشبت بينهما مناوشات دفعه فيها وتوجه نحو المطبخ، غير أن الضحية كان يحمل بيده سيفا بطول متر، وهو ما جعل الجاني يحمل ساطورا ويوجه له ضربة على الرقبة أصابته مباشرة، وعندها فرّ الفاعل من المنزل ولم يعد إلا بعد حوالي ساعة من الزمن، حيث وجد أخاه جثة هامدة فتوجه لمحطة بنزين ببلدية حامة بوزيان واقتنى 5 لترات كانت كافية لحرق الجثة، قبل أن يستدعي صديقه لمساعدته على حفر حفرة في الحديقة دون أن يطلعه عن السبب، وهو ما حدث، ليقوم بعد ذلك بدفن الجثة المحروقة. وبعد انتهاء من عملته الشنيعة هذه اتصل بشقيقته المتهمة الثانية في القضية ”أ.ب”، والتي كانت بمنزل خالها ببلدية عين سمارة وطلب منها الحضور فورا، حيث التقيا بوسط المدينة واصطحبها إلى المنزل، أين طلب منها تنظيف البيت من الدم دون أن يخبرها بالسبب، وبعد ذلك أخبر الجاني عائلته أنه تلقى مكالمة هاتفية من الخارج وأن شقيقه يعيش باليونان. وبعد إلحاح المتهمة الثانية ”أ.ب” على شقيقها لمعرفة مصدر الدماء التي قامت بتنظيفها، أخبرها بالقصة طالبا منها كتمان السر، لكن بعد مرور فترة زمنية أخبرت شقيقتها بالأمر.. هذه الأخيرة التي قامت رفقة زوجها بإخطار فرقة الدرك الوطني بحامة بوزيان بالمعلومات التي بحوزتها، ليتم مباشرة تحقيق في القضية وفك خيوط الجريمة بعد حوالي أربع سنوات من وقوعها، حيث استُخرجت الجثة بتاريخ 9 جانفي 2016 بغرض التشريح وثبت أنها لشقيقه المختفي. وخلال أطوار المحاكمة، خيم الحزن والصمت على القاعة وأثّر سماع حيثيات الجريمة على الحاضرين، قبل أن يتم استدعاء المتهمة الثانية في القضية التي بدت منهارة عند خضوعها للاستجواب، ولم تستطع التحكم في أعصابها ولم تنقطع عن البكاء. وهو نفس ما حدث مع الأم التي لم تتمالك نفسها وهي تشاهد فلذة كبدها القاتل لشقيقه الأكبر. أما المتهمة فقد أعادت ذكر ما صرح به شقيقها، مؤكدة أنها لم تكن تعلم بحقيقة ما حدث وأن أخاها الأصغر قتل شقيقها الأكبر، مضيفة أن كل ما قامت به هو تنفيذ أوامر الجاني، نافية رؤيتها للجثة أومعرفتها لمكان الدفن. كما أنكر المتهم الثالث في القضية التهم التي نسبت إليه، موضحا أنه قام بمساعدة صديقه في الحفر فقط دون أن يعرف السبب. ممثل الحق العام أكد في مرافعته أن الحادثة تُعدّ سابقة خطيرة وتفاصيلها جد بشعة ولا يمكن تصديقها، ملتمسا تسليط عقوبة الإعدام في حق المتهم الرئيس، وخمس سنوات حبسا للمتهمين الباقين، قبل أن تنطق المحكمة بالإعدام في حق ”ش.ب” وإدانته بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار وتشويه جثة شخص مقتول وإخفائها وطمس آثار الجريمة، وعقوبة عام حبسا غير نافذ للمتهمة ”أ.ب” مع تسليط عقوبة عام حبسا نافذا للمتهم الثالث، عن جنحة طمس آثار الجريمة لكليهما.