الإعدام لسيّدة قتلت زوجها بمشاركة ابنها وشقيقها الدركيين بعين مليلة سلّطت أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء أم البواقي عقوبة الإعدام في حق السيدة المسماة (ب كريمة) من مواليد سنة 1986 بعد أن اتهمت بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد وجنحة طمس آثار الجريمة ،فيما أدين ابنها الدركي العامل بمجموعة الدرك بالشلف المسمى (ص أ) البالغ من العمر 25 سنة بعقوبة 20 سنة سجنا عن جرم القتل العمدي للأصول وجنحة طمس آثار الجريمة قصد عرقلة سير العدالة. أما المتهم المسمى (ص خ) البالغ من العمر 53 سنة صهر المتهمة الرئيسية فأدين بعقوبة 4 سنوات سجنا وغرامة مالية قدرها 20 ألف دينار في وقت أدانت ذات المحكمة المتهم (ب ن) شقيق المتهمة التي أدينت بالإعدام والعامل كعون دركي بولاية تمنراست بعقوبة عامين حبسا نافذا واللذان وجهت لهما تهم المشاركة في القتل العمدي وعدم الإبلاغ عن جريمة وطمس آثارها لعرقلة سير العدالة. هيئة المحكمة أدانت شقيقة المتهمة الغائبة عن جلسة المحاكمة المسماة (ب ز) بعقوبة 3 سنوات سجنا وأدانت أحد المشاركين في عملية إخفاء الجثة المتهم (د ر) المنحدر من تبسة بعقوبة 5 سنوات سجنا والذي وجهت له تهمة عدم الإبلاغ عن جناية. هذا وكان النائب العام قد التمس توقيع عقوبة الإعدام في حق الوالدة وابنها الدركي وعقوبة 5 سنوات سجنا في حق الدركي الثاني و10 آلاف دينار غرامة مالية، أما صهر العائلة المدعو (ص خ) فالتمست في حقه النيابة عقوبة عام نافذ وألفي دينار غرامة مالية. القضية التي هزت الرأي العام تم الوصول إلى معالمها وتفاصيلها عقب العثور على جثة «بارون المخدرات» المسمى (ص بوزيد) البالغ من العمر 50 سنة بتاريخ الثلاثين من شهر جوان من سنة 2006 في حالة متقدمة من التحلل والتعفن وهي ملقاة على حافة طريق الوزن الثقيل الرابط بالطريق الوطني رقم 3 المؤدي لولاية باتنة أين حولت الجثة للمستشفى المحلي وفتح رجال الدرك تحقيقات أمنية في تقييد النيابة القضية ضد مجهولين. تحريات رجال الدرك لم تتوصل منذ تاريخ العثور على الجثة للفاعلين وظلت القضية مبهمة وضد مجهول طيلة 6 سنوات كاملة، وذلك إلى غاية منتصف شهر جويلية من سنة 2012 الماضية أين تقدمت الطالبة الجامعية المتمدرسة في فرع ماستر تخصص حقوق بجامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي المسماة (ص ل) في العقد الثاني من العمر بشكوى رسمية ضد والدتها المتهمة الحالية تفيد بأنها حاولت قتلها وتسببت لها في عجز عن العمل قدره 45 يوما بعد أن هددتها بالكشف عن الجريمة التي اقترفتها في حق والدها. الشكوى التي تقدمت بها كضحية تم التحقيق في شأنها وأدينت الوالدة (ب كريمة) بعقوبة عامين حبسا نافذا غير أن الفتاة عرجت في شكواها بأن حضرت تفاصيل قتل والدها تحت أنظارها، مشيرة بأن والدتها حضرت لقتل والدها تاجر المخدرات الذي قرر بيع سكنهم العائلي المتواجد بحي 24 فيفري وسط عين مليلة بعد أن نفدت المبالغ التي إدخرها ونفدت كميات الكيف التي كان يتاجر بها. الإبنة الطالبة أشارت بأن تخطيط والدتها لقتل والدها بدأ عند تنقل أمها لإحدى المشعوذات أين اشترت منها كميات من الحبوب المنومة والتي وضعتها ليلة الوقائع بشهر جوان من سنة 2006 في طبق «المحجوبة» وقدمته لوالدها الذي دخل في دوار حاد دون أن يغمى عليه ما جعل الوالدة بمشاركة شقيقها الدركي تضاعف الكمية وتضع جرعة زائدة في كوب حليب كان الوالد يضعه فوق طبق «الكسكس» وهو ما جعله يفقد وعيه تدريجيا دون أن يسقط أرضا. الوالدة سلّت خنجرا من مطعم السكن وهاجمت زوجها بمشاركة ابنها طاعنة إياه طعنتين على الجهة اليسرى لرقبته أين طرحته أرضا غارقا في شلال من الدماء وسط السكن، وهو ما أدخل العائلة في حيرة من أمرها فبدأت الزوجة الجانية تفكر في التخلص من جثته، فاتصلت زمن الوقائع منتصف الليل بخال أبنائها وشقيقها الدركي (ب ن) الذي ساعد ابنها الدركي الآخر في حفر حفرة كبيرة في بستان المنزل ودفن الضحية بعد لفه ب»زربية». الوالدة الجانية مكنت صهرها وشقيقها بعلم شقيقتها والمتهم الذي يتواجد في حالة فرار من أساورها طالبة منهم بيعها وأخذ مبلغ منهم نظير مساعدتهم في إخفاء الجثة وكذا مطالبتهم بشراء سيارة لنقل الضحية لمكان بعيد، وهو ما تم بعد شراء سيارة أين تم نقل الضحية لطريق الوزن الثقيل ورميه هناك ليتم اكتشافه بصعوبة بفضل الوشم على إحدى يديه وسنه الذي اقتلع قبل أيام من الحادثة. الطالبة الجامعية وبكل حرقة بينت بأن جميع الأطراف التي شاركت في الجريمة البشعة تلقت التعازي بكل برودة دم وشاركت في جنازة الضحية كذلك. البنت الكبرى لوالدها سردت كل التفاصيل مشيرة بأن الخلافات اليومية التي دخلت فيها والدتها مع والدها ترجع إلى شكوك الأب في علاقة غير شرعية بين زوجته وشقيقه . النائب العام وفي مرافعته أكد بأن القضية هزت الرأي العام فالجريمة تتعلق بقتل عمدي في حق أحد الأصول والتي اكتشفت بعد 6 سنوات من تنفيذها وكانت بطلتها ( ب كريمة) بمشاركة ابنها وشقيقها اللذان لم يكونا أشخاصا عاديين يسهل استدراجهم كونهما دركيين ملمين بالقانون وكونها كذلك من ذوي السوابق القضائية. من جهتها إحدى المحاميات رافعت بتأكيدها على أن الجريمة هي الأبشع التي تقابلها في مسارها المهني. من جهته أكد آخر بأن الأسرة تربت بين أحضان الخمر والمخدرات والدعارة. المتهمون من جهتهم أنكروا الجرم المنسوب إليهم فيما عدا المتهم (ص خ) الذي اعترف بكل ما اقترفه في حق الضحية.