أعلن الجيش الكوري الجنوبي أن كوريا الشمالية أطلقت، فجر أمس، صاروخا باليستيا جديدا من شمال غرب البلاد. وتعد هذه التجربة الصاروخية الثانية التي تجريها بيونغ يانغ في غضون أسبوعين والأولى لها منذ انتخاب ”مون جيه إن” رئيسا لكوريا الجنوبية. وذكرت هيئة أركان القوات المسلحة في سيؤول أن الصاروخ أطلق من إقليم ”بيونغ آن” الشمالي وقطع مسافة 700 كليومتر”، مشيرة إلى أن القوات الكورية والأمريكية تقومان بمعاينة دقيقة لمعرفة مزيد من التفاصيل، كما تم وضع الجيش الكوري الجنوبي في حالة تأهب لمراقبة تحركات الجيش الكوري الشمالي عن كثب. وندّدت الحكومة الكورية الجنوبية بشدة لإطلاق جارتها الشمالية لصاروخ البالستي. وقال الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب مون جيه إن إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ بالستي جديد لا يمثل انتهاكا واضحا لقرارا مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة فقط، بل تهديدا خطيرا ضد السلام والأمن في المجتمع الدولي. وأوضح المكتب الرئاسي أن مجلس الأمن الوطني انعقد صباح أمس بأمر عاجل من الرئيس مون. ونقلت وكالة يونهاب بيان جو جون هيوك، المتحدث باسم خارجيتها صدر يوم أمس، ورد فيه: ”إنّ إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ بالستي هو بمثابة انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، وتحد خطير ضد السلام والأمن في المجتمع الدولي، بالتالي فإن الحكومة الكورية الجنوبية تنتقد بشدة استفزاز الشمال”. وأكد على أن ”الحكومة لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ارتكاب كوريا الشمالية استفزازا في أعقاب انطلاق الحكومة الجديدة في الجنوب، داعيا كوريا الشمالية إلى عدم قيامها باختبار عزم الحكومة الكورية الجنوبية والمجتمع الدولي لنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية وتحقيق السلام فيه”.وأضاف البيان أن ”الحكومة تدعو كوريا الشمالية مرة أخرى إلى وقف جميع أعمالها الاستفزازية والعودة إلى طريق الحوار”. وأشار إلى أن ”الحكومة لن تقبل أي استفزاز من قبل كوريا الشمالية، وستعمل على حماية الشعب الكوري الجنوبي على أساس التحالف الكوري الجنوبي الأمريكي”. وأكدت وسائل الإعلام الرسمية فى كوريا الشمالية، الصادرة يوم أمس، على موقفها المؤيد لتعزيز قدرات بيونغ يانغ الدفاعية الذاتية. وذكرت صحيفة رودونغ سينمون الرسمية لحزب العمال الحاكم في البلاد إنّ كوريا الشمالية ستواصل بناء جيشها من اجل الدفاع عن النفس بشكل أكبر لأن ”الامبريالية الأمريكية وأتباعها يضغطون علينا” وسنعمل على ”دفع الوضع فى شبه الجزيرة الكورية بعيدا عن سيطرة تجار الحروب”. وقالت الصحيفة ”إن جيشنا وشعبنا لن يغض لهما بصرا فى أي أعمال استفزازية يقوم بها الأعداء ولن نتخلى أبدا عن دفاعنا القوي عن النفس حتى للعالم بأسره”. أول موقف رسمي من الصين تجاه الخطوة أوضحت الحكومة الصينية أنها تبحث مع روسيا عن حل للقضية النووية الكورية الشمالية. وقالت وزارة الخارجية بالصين في بيانها، أمس، إن الوضع الحالي في شبه الجزيرة الكورية معقد وحساس، وبالتالي فإن جميع الدول المعنية عليها التحلي بضبط النفس وعدم القيام بأي نشاط قد يؤدي إلى تفاقم التوترات في المنطقة. وذكرت أن قرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة تنص بشكل واضح للغاية على استخدام كوريا الشمالية لتكنولوجيا الصواريخ البالستية، مؤكدة على أن الصين تعارض قيام كوريا الشمالية بأنشطة لها صلة بإطلاق الصواريخ بما يتناقض مع قرارات مجلس الأمن الدولي. ويعتبر هذا البيان أول موقف رسمي أعلنت عنه الحكومة الصينية بعد الصاروخ، حيث أوضحت أنها ستتعاون مع روسيا في القضية النووية الكورية الشمالية. وقالت وكالة الأنباء الرسمية الصينية ”شينخوا”، إن الرئيس الصيني شي جين بينغ اجتمع اليوم مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حيث اتفق معه على إيجاد حل سياسي للقضية النووية الكورية الشمالية. وقال مصدر بوزارة الخارجية الكورية الجنوبية، أمس، أن وزير الخارجية يون بيونغ سيه ”يون” أجرى مكالمة هاتفية عاجلة مع نظيره الياباني، فوميو كيشيدا، في أعقاب إطلاق بيونغ يانغ للصاروخ بالستي، ناقش معه خلالها إجراءات ردع استفزاز كوريا الشمالية. كما أجرى كيم هونغ كيون، المبعوث النووي الكوري الجنوبي للمحادثات السداسية الخاصة بالملف النووي الكوري الشمالي، اتصالا هاتفيا مع كل من نظيريه الأمريكي والياباني ”جوزيف يون” و”كينجي كاناسوكي”، حيث ناقش معهما السبل الكفيلة للتصدي للصواريخ الكورية الشمالية. وعلقت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أنّ منظوماتها للرصد والتحذير المسبق من خطر الهجمات الصاروخية، رصدت الصاروخ الباليستي بأراضي كوريا الشمالية، قرابة منتصف الليلة الماضية، وأنه لم يشكل أي خطر على روسيا. ونقلت وكالة سبوتنيك بيان الوزارة ورد فيه: ”أن الصاروخ كان متوجها باتجاه الابتعاد عن روسيا وأنه سقط على بعد 500 كلم من الحدود الروسية، ولم يكن يشكل أي خطر عليها”. وذكر البيان أن منظومة التحذير من الهجمات الصاروخية ”صاحبت الهدف الباليستي طيلة 23 دقيقة من تحليقه حتى سقوطه في الجزء الأوسط من بحر اليابان حوالي 500 كلم عن الحدود الروسية”. وتمثل الرد الأمريكي في المطالبة بفرض ”عقوبات أقسى” على بيونغ يانغ بعد إجرائها تجربة جديدة لإطلاق صاروخ بالستي. وقال بيان للبيت الأبيض تعليقا على التجربة الصاروخية الجديدة، إن الصاروخ الكوري الشمالي سقط في المياه، على بعد ستين ميلا من جنوب منطقة فلاديفوستوك الروسية، مؤكدا أن تجربة بيونغ يانغ الجديدة تمثل نداء لكل الدول من أجل تطبيق عقوبات أشد عليها. وأفاد البيت الأبيض بأن الرئيس دونالد ترامب ”لا يمكن أن يتخيل أن روسيا مسرورة” بالتجربة التي جرت اليوم، بسبب سقوط الصاروخ في منطقة قريبة من روسيا. وأضاف ”مع سقوط الصاروخ في منطقة قريبة جدا من الأراضي الروسية، في حقيقة الأمر أقرب إلى روسيا من اليابان، لا يمكن للرئيس أن يتخيل أن روسيا مسرورة”. يذكر أن الصاروخ البالستي الذي أطلقته كوريا الشمالية، فجر أمس، من مدينة كوسونغ الشمالية الغربية، حلق مدة 30 دقيقة قطع خلالها مسافة 800 كلم، وسقط في بحر اليابان على بعد 400 كلم شرق شبه الجزيرة الكورية. ووفقا لمعطيات البنتاغون، فإن الأمر لا يتعلّق بإطلاق صاروخ عابر للقارات. وينظر إلى الخطوة على أنها مناورة من بيونغ يانغ لاختبار الرئيس الجديد فى كوريا الجنوبية والذي يفضل التعامل مع الشمال بالضغط والعقوبات.