شجب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إطلاق كوريا الشمالية، فجر أمس، صاروخا باليستيا جديدا متوسط المدى.وصف ترامب، إقدام كوريا الشمالية على تجربة صاروخية جديدة، بأنه تقليل من الاحترام لحليفتها الصين ورئيسها شي جين بينغ. وجاء ذلك في تغريدة نشرها الرئيس الأمريكي في حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي ”تويتر”، أمس، بعد فترة وجيزة من الخطوة الكورية الشمالية. وأشار ترامب إلى أن بيونع يانغ ”لم تحترم” الصين ورغبات رئيسها المحترم بتجربتها الصاروخية الفاشلة اليوم. وحذر ترامب يوم الجمعة من احتمال اندلاع نزاع، لا تحمد عقباه، مع كوريا الشمالية بسبب برنامجيها النووي والصاروخي، لكنه أكد أنه يفضل الحل دبلوماسي للأزمة، معربا عن ثقته في أن الرئيس الصيني يسعى بجدية العمل لتسوية الأزمة مع بيونغ يانغ. وكان الرئيس الصيني دعا نظيره الأمريكي، خلال اتصال هاتفي، للتحلي بضبط النفس وتجنب تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية. ونقلت وكالة ”شينخوا الصينية تأكيد جين بينغ على أنّ بلاده تعارض بشدة أي أعمال تخالف قرارات مجلس الأمن الدولي، مضيفًا أن بلاده تأمل في أن تتحلى جميع الأطراف المعنية بالأزمة بضبط النفس وتجنب القيام بأعمال من شأنها أن تؤدي إلى زيادة حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وأدانت اليابان التجربة واصفة إياها بغير المقبولة على الإطلاق، وتمثل خرقًا لقرارات الأممالمتحدة. وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوجا ”إنه على اتصال برئيس الوزراء شينزو آبي المسافر إلى أوروبا وإن المسؤولين يجمعون معلومات بشأن التجربة الصاروخية التي يبدو أنها فشلت بعد فترة وجيزة من إجرائها”. ومن جهتها، أكّدت قيادة القوات الأمريكية بالمحيط الهادي، أن كوريا الشمالية أجرت تجربة صاروخ باليستي جديدة فجر أمس. وقالت القيادة، في بيان، إن التجربة فشلت، بعد أن سقط الصاروخ الباليستي ”كاي ان-17” متوسط المدى، داخل الحدود الكورية. وفي السياق، ودعا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات شديدة ضد بيونغ يانغ بسبب استفزازاتها النووية والصاروخية المتكررة، لافتا إلى أنّ جميع الخيارات باتت مطروحة لردعها. وأكد تيلرسون خلال اجتماع لبحث ملف بيونغ يانغ في مجلس الأمن الدولي على وجود خطر حقيقي لهجوم نووي من قبل كوريا الشمالية على جارتها الجنوبية واليابان، قائلا إن تهديدها لأراضي الولاياتالمتحدة هو مسألة وقت. وجاء الاجتماع بعد أسابيع من تحذيرات الإدارة الأمريكية بأنها لن تتساهل مع إطلاق كوريا الشمالية صواريخ وإجراء تجارب نووية. وأوضح تيلرسون أن هدف الإدارة الأمريكية ليس تغيير النظام في كوريا الشمالية، أو تهديد شعبها أو زعزعة الاستقرار في آسيا والمحيط الهادئ، وإنما نزع السلاح النووي بشكل سلمي في شبه الجزيرة الكورية، داعيا كوريا الشمالية إلى تفكيك برنامجها النووي. وطلب تيلرسون كافة الدول الأعضاء في الأممالمتحدة بتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع كوريا الشمالية أو قطعها، مؤكدا على ضرورة العقوبات الدبلوماسية، علاوة على العقوبات الاقتصادية ضدها. وخلص الوزير الأمريكي إلى أنّ عدم التحرك إزاء المسائل الأمنية في العالم، قد يأتي بعواقب كارثية، مؤكدا على استغلال الصين نفوذها على كوريا الشمالية لحل الأزمة. ”الناتو” ينأى بنفسه عن النزاع وفي ذات الشأن، قال ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي ”الناتو”، إن الحلف لن يتدخل في الصراع الدائر في شبه الجزيرة الكورية. وأضاف ستولتنبرغ، في تصريحٍات أدلى بها يوم أمس: ”توصلنا بعد عدة جلسات مع المسؤولين الأمريكيين في البيت الأبيض، إلى أنه ليس هناك حاجة لتدخل حلف شمال الأطلسي في الصراع الدائر في شبه الجزيرة الكورية ضد كوريا الشمالية”. وتابع قائلا: ”ناقش حلف شمال الأطلسي مع الأمريكيين انتهاكات كوريا الشمالية لقرارات الأممالمتحدة والتي تهدد بنشوب حرب كبرى في المنطقة”. ومن جانبه، قال رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، فيكتور أوزيروف، يوم أمس، إن الدفاع الجوي الروسي في منطقة الشرق الأقصى وضع في حالة ”التأهب القصوى”، في أعقاب تجربة بيونغ يانغ الصاروخية الجديدة. ولفت أوزيروف قائلا: ”روسيا تتابع عن كثب، كافة التطورات في كوريا الشمالية، وتم وضع الدفاع الجوي لروسيا الاتحادية في الشرق الأقصى في حالة التأهب القصوى، و”نحن نتحكم في المجال الجوي الخاص بنا، والخاضع لمناطق نفوذ القوات الجوية الروسية”. وتابع القول ”روسيا تدرك أنها ليست مستهدفة من تجارب بيونغ يانغ الصاروخية، ولكننا سنبذل كافة جهودنا لمنع سقوط أي صواريخ بصورة عرضية أو غير مقصودة على الأراضي الروسية، لذلك نضع الدفاع الجوي في حالة استثنائية”. يذكر أن كوريا الشمالية قد أجرت، فجر أمس، تجربة صاروخية فاشلة، وتشهد منطقة شبه الجزر الكورية وضعا خطيرا خصوصا مع تدفق السفن والأساطيل الأمريكية إلى المنطقة لمواجهة الخطر الصاروخي الكوري، ما يمهد لنزاع كبير في المنطقة قد يؤدي إلى اندلاع حرب كبيرة.