نظمت سهرة أول أمس، المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار أولى النشطات الثقافية الرمضانية، أين تم استضافة بمكتبة شايب دزاير، الروائي والمجاهد محمد معارفية رفقة المخرج السينمائي أحمد راشدي، واللذين قدما على الحضور رواية ”أسوار القلعة السبع” للروائي معارفية والتي أصدرت سنة 2003 ومشروع إخراج فيلم أسوار القلعة السبع لأحمد راشدي الذي انطلق سنة 2015 ومن المرتقب طرحه شهر ديسمبر المقبل. وحضر النقاش المفتوح عدد من الوجوه الادبية والثقافية والفنية، على غرار الفنان الكوميدي أحمد بن عيسى والمؤرخ فؤاد، وافتتح النقاش بالحديث عن العلاقة بين الأدب والسينما وكيفية تجسيد رواية ”أسوار القلعة السبع” سينمائيا، بحيث أكد المخرج احمد راشدي أن فكرة تجسيد الرواية إلى فيلم، جاءت بعد قراءة الرواية لمحمد معارفية، مضيفا أن أول شيء قام به المخرج هو الالتقاء مع كاتب الرواية والعمل على سيناريو فيلم أسوار القلعة السبع والاتفاق حوله، وقدم الروائي محمد معارفية روايته ”أسوار القلعة السبع”، بحيث بدأ حديثه بالقول أنه في البلدان المتقدمة تصدر الآلاف من العناوين الأدبية بمناسبة الدخول الأدبي، بينما في الجزائر نعيش عكس ذلك، بحيث كشف المجاهد معارفية أن رواية أسوار القلعة السبع صدر سنة 2003، والقليل من تكلموا عن الرواية واهتموا بها، وعن أسباب كتابة الرواية الثورية أكد معارفية ”أسوار القلعة السبعة كتبتها لإعادة إحياء الأشخاص الذين قاموا بالحرب ضد فرنسا ومن ماتوا من أجل الجزائر ومن أجل حريتها، كانوا مناضلين أبطالا، عشت معهم وكتبت عنهم من أعماق قلبي”، فالرواية والفيلم يتحدثان عن حب مختلف لشعبين نحو الجزائر، بحيث حبهم للجزائر لم يكن مثل حبنا للجزائر، فالرواية تقص الثورة الجزائرية روائيا. وأكد الروائي محمد معارفية أن وسائل التصوير التي استعملها المخرج أحمد راشدي تعد جد محدودة، ولكن رغم نقص الإمكانيات إلا أن أحمد راشدي يقوم بأعمال سينمائية جميلة، مضيفا ”أطرح دائما على راشدي سؤال كيف بإمكانك أن تعمل في ظل عدم وجود ممثلين بالجزائر، لذا أقول لا تنتظروا من العمل أشياء كبيرة، بحيث نتيجة الفيلم لن تكون مثل ما تمنى المخرج، عمله كان بالوسائل المتاحة”. واعتبر الروائي والمجاهد معارفية، أن الثورة الجزائرية بدأت سنة 1945 بحيث في يوم الثامن من ماي، عرف الشعب الجزائري من يكون وعرف أيضا من يكون المستعمر وما كان بإمكانه فعله، ومنذ ذلك اليوم بدأت الرؤية تتضح حول امور، مثل اقصاء الجزائريين من الحق في الصحة والتعليم والحرية التي كانت محتكرة. وتم عرض بعض اللقطات من الأفلام التي تم إخراجها من قبل المخرج أحمد راشدي على غرار أفلام، الأفيون والعصا وl'aube des d'Amiens ومصطفى بن بولعيد وأسوار القلعة السبع. كما تم الحديث أيضا خلال النقاش عن فيلم الأفيون والعصا والعلاقة بين المخرج أحمد راشدي والكاتب الجزائري كاتب ياسين، وعن عدم تجسيد رواية نجمة إلى فيلم سينمائي، بحيث قال أحمد راشدي أن كاتب ياسين كان يرغب في إعادة كتابة رواية نجمة لتمكين المخرجين وكتاب السيناريو من إخراج فيلم سينمائي حول رواية نجمة، مضيفا أن كاتب ياسين كان يرغب أيضا في تبسيط كتاباته بهدف تمكين أكبر عدد من الجزائريين من فهم تفكيره وأيديولوجيته. ويقص محمد معارفية ضمن روايته أسوار القلعة السبع، تاريخ وقصة أرض واحدة يعيش بها شعبان، كلاهما لديه حب خاص نحو أرض الجزائر، وبإمكانه التضحية من أجلها، ويوضح الفيلم الذي استعمل فيه كاميرات جد عالية الجودة، الحرية والأمل والنضال، بحيث ولأول مرة يكتب جزائري عن الفرنسيين الكولون كما كانوا. وتم أيضا خلال النقاش طرح العديد من المشاكل التي يتخبط فيها الأدب والسينما بالجزائر، بحيث قال محمد معارفية، لمن يريد قراءة الكتاب يجب عليه العثور عليه كونه غير متواجد حاليا، ومن بين المشاكل في الجزائر نذكر انعدام المقروئية، والفوضى في توزيع والإشهار للكتب الجديدة، ونفس الشيء في السينما، نجد نقص الممثلين وانعدام قاعات السينما. وعن تجسيد الروايات الأدبية سينمائيا، اتفق الحضور على القول أنه لا يمكن تجسيد روايات أدبية سينمائيا وإنجاحها، في ظل انعدام قاعات السينما وانعدام فن السينما بالجزائر، ولكل ما يحتويه من توزيع وإشهار وبيع. وبخصوص الثورة الجزائرية، قال معارفية على الشباب الجزائري المضي إلى الأمام والتوجه نحو المستقبل، مضيفا أنه اليوم يجب علينا نسيان الماضي والاهتمام بمستقبل أولادنا والجزائر، بحيث أكد المجاهد معارفية أننا تحدثنا كثيرا عن الثورة الجزائرية، الكل يعرف أننا انتزعنا حريتنا واستقلالنا، ولكن حان الوقت لقلب الصفحة. واختلفت آراء الأدباء والنقاد حول تحويل الأعمال الروائية إلى أعمال درامية، فمنهم من ينظر للمسألة على أساس افتقار صناع التلفزيون والسينما لسيناريو جيد، وهناك رأي آخر يعتبر أن تحويل الرواية إلى عمل سينمائي أو تلفزيوني أو حتى إذاعي سوف يغيّر من ملامحها ويخل بشكل الرواية نظرا إلى رؤية المخرج وكاتب السيناريو والممثلين، فهؤلاء قد تبتعد لمساتهم الخاصة عن رؤية الروائي.