سطر الصالون الوطني للكتاب في طبعتة ال17 برنامجا خاصا بالفن السابع، بالاشتراك مع متحف السينما الجزائري، بداية من اليوم ويمتد إلى غاية يوم الخميس 27 سبتمبر، وذلك بعرض مجموعة من الأعمال السينمائية التي اقتبست من الأعمال الأدبية، وعددها 18 فيلما منها سبعة أفلام جزائرية. خصص منظمو الصالون فضاء «سطور في أشرطة» للتطرق لأهمية الأدب بالنسبة للسينما، إذ يعد مصدرا منهلا هائلا، فهو يوفر مادة السيناريوهات الراقية والمستوحاة من أفكار وصور فريدة، ومن جهة أخرى، هناك نزوع عالمي اليوم لتوجيه الأدب نحو التأليف السينمائي، والتضحية أحيانا، أمام سحر الشاشة وقوة نفوذ الصناعة السينمائية، بزخم الكتابة ووهجه. إن تخصيص حلقة دراسية للاقتباس السينمائي بعنوان «سطور في أشرطة» تعد فرصة لمد جسور حية بين الأدب والسينما، والسماح لهواة السينما بالالتقاء بقراء يعدون هم أيضا من هواة السينما، ومن مصلحتهما أن يكثفا مبادلاتهما، لا سيما في الجزائر، حيث تبقى مسألة شح السيناريو مطروحة، مع الإشارة أن العمل الأدبي الناجح ليس في غنى عن عمل سيناريو. في الماضي، كثيرا ما توجه الأدب الجزائري نحو الأدب الوطني ليستمد منه مادة لأفلامه، كما رأينا أن بعض الأدباء تحولوا إلى كتاب سيناريو، وأبوا إلا أن يضعوا إبداعاهم الأدبي في خدمة الفن السابع. تسعى هذه الحلقة لإبراز الاقتباسات السينمائية في السينما الوطنية، خاصة وأن الكثير منها مأخوذة من روايات ركزت على الحقبة الاستعمارية وعلى الكفاح التحرري، التي تشكل الاحتفالات بالذكرى الخمسين للاستقلال محورها الرئيسي في هذه الطبعة، والتي يعبر عنها شعارها «كتابي حريتي». ومن ضمن الأفلام المبرمجة، نجد «الأفيون والعصا» لأحمد راشدي المقتبسة عن رواية للراحل مولود معمري، «بدون جذور» المقتبسة من رواية لجيلالي ساري، و«معركة الجزائر» عن نص لياسف سعدي، وغيرها. كما سيهتم البرنامج بالمواضيع الخاصة بمرحلة ما بعد الاستقلال بأفلام مثل «شرف القبيلة» للمخرج محمد زموري المأخوذ من رواية لرشيد ميموني، و«ريح الجنوب» للمخرج محمد سليم رياض المقتبس من رواية لعبد الحميد بن هدوقة وغيرها، ويمثل فيلم «الخبز الحافي» للمخرج بشير بن حاج والمأخوذ من رواية للكاتب المغربي محمد شكري، نافذة مغاربية في الحلقة. ونظرا للبعد العالمي للأدب والسينما، أدرجت الحلقة الأعمال العالمية الكبرى في الفن السابع، الأمريكية منها والفرنسية واليابانية والايطالية، وهي أعمال كلاسيكية تستهوي هواة السينما من شأنها أن تثري النقاش حول الاقتباس السينمائي بشكل خاص.