تسببت الأمطار الرعدية الصيفية التي تتهاطل منذ ثلاثة أيام بعدة ولايات شرقية، في إتلاف مئات الهكتارات من حبوب القمح الصلب واللين على وجه الخصوص، وهو ما اعتبره فلاحون بمثابة خسارة على خسارة حسب تعبيرهم. جاءت الأمطار التي تساقطت بكميات معتبرة خلال الأيام الخيرة، والتي تواصلت نهار أمس بقسنطينة في غير وقتها، حيث هناك بعض الفلاحين من باشر قبلها بيومين عمليات الحصاد، خاصة على مستوى المساحات المزروعة والمخصصة للكلأ، حيث ضاع كل ما تم حصاده إلى جانب إلحاق أضرار جسيمة بحقول القمح والفرينة والشعير. وأوضح فلاح يحوز عشرات الهكتارات من القمح ببلدية مسعود بوجريو، أن تساقط المطار الغزيرة التي كانت مسحوبة بحبات البرد أول أمس أتى على محاصيله، حيث تكسرت أعواد القمح مسببة خسائر فادحة بعد أن اخرجت الأمطار حبات القمح من سنابيلها، وهي خسارة على خسارة، كما قال، حيث أن العام لم يكن جيدا من أساسه وأن سنابل القمح كانت ضعيفة لتأتي عليها الأمطار.الأمر سيان ببلدية حامة بوزيان، أين سجلت خسائر كبيرة في المحاصيل، لاسيما ما تعلق بالقمح بنوعيه الصلب واللين، حيث تحدث فلاحون من المنطقة ل”الفجر” أن هذه الامطار لم تكن نعمة على محاصيلهم وهم يخشون موسما كارثيا. الكارثة وقعها أشد ببلدية بني حميدان النائية التي تعتبر واحدة من أهم بلديات عاصمة الشرق في إنتاج الحبوب، حيث اشتكى العديد من الفلاحين المعروفين بإنتاجهم الوفير أن خسائرهم ستكون فادحة بتضرر عديد الهكتارات، مؤكدين أنهم سيتقدمون لمصالح الفلاحة بحثا عن مساعدات في حال بقاء الجو على هذا الحال ليومين آخرين. ومعلوم أن ولاية قسنطينة تعتبر ولاية رائدة في إنتاج الحبوب، لاسيما القمح الصلب واللين، حيث احتلت المراتب الأولى لسنوات، إلا أن هذا الموسم سيكون كارثيا، حيث أن الجفاف طال عدة جهات ببلديات شرقية كأولاد رحمون وابن باديس، أين لجأ الكثير من الفلاحين المنتجين إلى حصد المحصول في غير مقته وتحويله إلى أعلاف، لتأتي بعد ذلك الأمطار الصيفية وتقضي على أمل نجاح محاصيل الشمال القسنطيني ومنطقة عين كرمة التي تجمع بلديتي مسعود بوجريو وابن زياد.