دعت مفتشية حماية النباتات والمحاصيل الفلاحية، كامل فلاحي ولاية عنابة، لاتخاذ التدابير اللازمة لحماية مساحاتهم الزراعية من تفشي داء الصدأ الأصفر والتبقع السيبتوري، وغيرها من الأمراض الناجمة عن التساقط غير العادي للأمطار. بادرت مديرية الفلاحة إلى تنبيه فئة الفلاحين لإتباع لطرق الوقائية من استخدام للمبيدات والأسمدة، وغيرها من المضادات المتبعه، للقضاء على مختلف الفطريات التي مكنها التساقط الكثيف للأمطار والتغير المفاجئ لدرجات الحرارة وارتفاع نسبة الرطوبة من التواجد بشكل مقلق عبر مساحات فاقت 600 هكتار ببلديات العلمة، الشرفة، برحال، التريعات وغيرها من البلديات الريفية التي يعتمد أهلها بشكل خاص على زراعة القمح اللين والصلب على السواء. وتأتي التنبيهات والدعوات المتكررة للمصالح الفلاحية، على خلفية تخوف عدد من المختصين بالشؤون الفلاحية من تكرار سيناريو 2011، عندما سجلت ولاية عنابة أسوأ نوعية محصول قمح منذ 20 سنة كاملة، جراء الانتشار المخيف لفطريات الصدأ الأصفر على الخصوص، والتي تفتك بشكل مريع بالسنبلة التي تنكمش حبات قمحها وتعطي نوعية طحين رديئة جدا، مع انخفاض في المحصول بنسبة 20 بالمائة كاملة، ناجم أساسا عن التساقط غير العادي في كميات الأمطار من جهة والاختلالات في ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة مع اختلال نسب الرطوبة، وهو الأمر الذي ألم ب1000 هكتار كاملة عكس خسائر فادحة في محاصيل الحبوب عبر غالبية بلديات الولاية. تجدر الإشارة أن انتشار الفطريات عبر المساحات الزراعية الخاصة بالحبوب تحديدا في ولاية عنابة، تشكل معضلة حقيقية لدى المصالح الفلاحية المحلية منذ سنوات، نتيجة عدم اتباع أساليب حرث مساحات شتوية وربيعية بسبب التقلبات الجوية غير ثابتة، خصوصا عبر ولايتي الطارف وعنابة على السواء، إلى جانب خصوصية الأراضي الفلاحية بعين المكان مع التأثر الكبير للمحاصيل الزراعية بالرطوبة والصقيع، إلى جانب الفيضانات العارمة التي كانت قد ساهمت في تلف نسبة هامة من محاصيل القمح، الطماطم، الكروم وغيرها من المحاصيل الزراعية التي انجر عنها طرح إشكاليات التأمين مرة أخرى، والتي كانت وراء حدوث بلبلة في القطاع خلال 2012 التي كانت قد عرفت نسبة تساقط قياسية كانت وراء فيضانات أتت بشكل شبه كامل على جميع المساحات الفلاحية، إلى جانب تخليفها لوفيات 4 أشخاص كانت قد جرفتهم السيول. وأمام هذه التحديات التي تفرضها الطبيعة وتتطلب تدخل الجهات الوصية من أجل تكفل أمثل وأنجع بفئة الفلاحين لضمان موسم فلاحي ناجح، يبقى القطاع رهينا بمبادرات وقرارات فعالة تأتي من الجهات الوصية لتحسين وضعيته التي سبق أن نفذ في حقها التعمير والبناء مجزرة حقيقية من خلال استغلال أراضي فلاحية ممتازة لصالح التوسع العمراني، خصوصا عبر ربوع بلدية البوني. لتأتي الأمراض النباتية التي وضعت عديد البلدان حدا لها وتكمل الفتك بالمساحات الفلاحية المتبقية.