تعيش مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع تقاسم الفيديوهات هذه الأيام على وقع تفاعل الجمهور الجزائري المتتبع للبرامج الرمضانية، والذي يبدي رأيه وتقييمه لمختلف البرامج الثقافية والفنية المعروضة على القنوات الجزائرية، أين تنقسم آراء رواد الشبكة العنكبوتية بين جمهور معجب ببعض البرامج وجمهور مستاء من الرداءة كما وصفوها. وانقسم الجمهور الجزائري بين معجب ومتحفظ على البرامج من مسلسلات وكامرات خفية وحصص ترفيهية، فمنهم من أبدى إعجابه من خلال تتبعه لبعض الأعمال الدرامية الجزائرية الرمضانية والتي تنافس هذا العام الإنتاج العربي، ويحظى مسلسل ”الخاوة” الذي تبثه إحدى القنوات الخاصة، وكذا السلسلة الاجتماعية الفكاهية ”عاشور العاشر” المتصدرة للترند الجزائري على تويتر منذ أسبوع باهتمام واسع من الجمهور، وفي الجانب المقابل عبرت الشريحة المتحفظة وغير الراضية عن مستوى البرنامج الثقافي الرمضاني، بحيث جاءت التعليقات على الأعمال الدرامية والفكاهية ب”المحتوى الهزيل والخاوي”، كما توجهت اسهم انتقادات الجمهور الجزائري نحو برامج الكاميرا الخفية والتي شكلت، حسبهم، سقطة حقيقية هذه السنة، ووصفت بالفاشلة وخاوية من الروح الفكاهية. واستطاعت بعض الأعمال أن تحافظ على جمهورها كسلسلة ”عاشور العاشر”، التي استحسنها الكثير من المشاهدين وتصدرت قائمة اهتماماتهم على موقعي التواصل الاجتماعي فايسبوك وتويتر ويوتوب، خصوصا بعدما اختار المخرج جعفر قاسم الجرأة في طرح بعض المواضيع ذات العلاقة بالواقع الاجتماعي الجزائري، لكن ضمن قالب فكاهي مرر من خلاله رسائل ذكية، واحتفظ العمل على نفس الوجوه الفنية التي ألفها الجمهور خلال الجزء الأول، ما ساعد على تقبله للجزء الجديد. وحسب آراء الجمهور، يأتي مسلسل الخاوة من بين الأعمال الأكثر متابعة وشهرة هذه السنة، بحيث يضم في قائمة ممثليه كوكبة من نجوم الفن، على غرار حسان كشاش وعبد النور شلوش وعبد الحق بن معروف، بالإضافة إلى مجموعة من الوجوه الشابة الجديدة التي صنعت الاستثناء ولاقت الكثير من الثناء كزهرة حركات، أمين ميموني ومنال جعفر وموني بوعلام، وأخرج المسلسل الذي تبثه إحدى القنوات الجزائرية الخاصة، مديح بلعيد، وتصدر العمل التراند الجزائري على تويتر طيلة الأسبوع الأول من شهر رمضان، أين حظي بنسب متابعة كبيرة جدا. وأثارت الكاميرا الخفية جدلا واسعا بين المشاهدين، بحيث شكلت حصة الأسد من البرنامج الرمضانية المتابعة والمعلق عليها، وجاءت الانتقادات بسبب انتهاج العنف في بعض الكاميرات الخفية، معيبين على القنوات عدم الالتزام بتعليمات سلطة الضبط في ما يخص غربلة المضمون والابتعاد عن العنف. وقوبلت بعض البرامج بالرفض الشديد من قبل الجمهور، لدرجة إطلاق حملات لمقاطعتها ومهاجمة محتواها على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد وصل الأمر إلى المطالبة بتدخل سلطة الضبط لوقف بثها، خصوصا بعد تعرض الروائي رشيد بوجدرة، للإهانة والإحراج في احد البرامج.