تميزت الدراما الجزائرية في رمضان 2017 بظاهرة جديدة لم تعرفها من قبل، حيث اكتسح المخرجون التونسيون الساحة الفنية من خلال إخراج ما لا يقل عن خمسة مسلسلات تلفزيونية تتنافس عبر الفضائيات الخاصة، وهو ما فجّر جدلا فنيا بن النقاد والمهتمين بصناعة الدراما. وعرضت مختلف الشاشات الجزائرية في رمضان أكثر من خمسة أعمال درامية وكوميدية أخرجها تونسيون، مثل ”تحت المراقبة” لأنور الفقيه، و”القصبة سيتي” لعصام بوڤرة، و”ماشي ساهل” لأسعد الوسلاتي، و”الخاوة” لمديح بلعيد، إضافة إلى أعمال من إنتاج شركات تونسية مثل ”بيبيش وبيبيشة” لسامي فاعور. وتراوحت الآراء بين مؤيد لاقتحام المخرجين التونسيين للدراما الجزائرية، لأن ذلك يساعدها على التطور الفني والتقني، وبين من رأى فيها عكس ذلك، رابطا الأمر ”بالبزنس” والتجارة فقط. ويرى بعض النقاد أن أثر هذه الشركات التونسية كان واضحا في مجال كتابة السيناريو، وفي تصميم أفكار جديدة لبرامج منوعة، ”حيث أصبحت الصورة أجمل، وكذلك مستوى الأزياء والإضاءة والتترات”. ويستثني البعض الآخر من النقاد مسلسل ”الخاوة” الذي أخرجه التونسي مديح بلعيد، حيث يعدّه الأفضل هذا العام، بسبب تسخير إمكانيات حقيقية لصناعة عمل درامي متين، ”بداية من السيناريو المتماسك، وصولا إلى اختيار ممثل مبدع مثل حسان كشاش كواجهة للعمل”. وينفي أستاذ الفنون الدرامية الدكتور حبيب بوخليفة، أن يكون هؤلاء المخرجون التونسيون قد أفادت أعمالهم التجربة الجزائرية، ”فلا شيء جديد في خضم طرق الاستفادة من الريع عبر طرق ملتوية”. ويصف بوخليفة فكرة التحضير لأعمال شهر رمضان بالساذجة، ”لأنها أعمال ظرفية يستطيع أي عفريت في الزندقة أن يتحصل عليها فهي لا تنبع من القناعات الفكرية والفنية”. وأضاف أن الأعمال الفنية المعروضة ”رديئة وترقيعية بأخطاء فنية جسيمة”، مضيفا ”أن التقنيات الرقمية المتقدمة لا تنفع عندما يغيب الجوهر، أي الخيال والفكر والحرية والمعرفة المهنية”.