أشاد أعضاء مجلس الأمة بالقرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية والخاص بإجراء دورة ثانية للمقصين في امتحان شهادة البكالوريا في الدورة الأولى، وقد تمحورت غالبية المداخلات حول عرض المشاكل المحلية لأعضاء مجلس الأمة والرهان على الفلاحة والسياحة لتعويض الخسارة التي تكبدتها الخزينة العمومية جراء تراجع برميل النفط. وطالب أعضاء مجلس الأمة، مثلما هو الأمر بالنسبة لمصطفى جغدالي، في جلسة مناقشة مخطط عمل الحكومة، بمراعاة التوازن الجهوي في المشاريع التنموية، وقدموا تساؤلات حول المشاريع التي تعرف تجميدا لأهميتها الكبيرة. وطالب أعضاء مجلس الأمة في تدخلاتهم خلال اليوم الأول من النقاش، ببعث مشاريع خاصة بالصحة في العديد من التخصصات أهمها الولادة، طب العظام والعيون، خاصة في الولايات الداخلية والجنوبية، كما اقترحوا إعفاء الأطباء من الخدمة العسكرية. ونفس الانشغال جاء في تدخل بلقاسم قارة، الذي اشتكى من تعطل المشاريع وأثرها على مسيرة التنمية ولا سيما الخاصة بالنقل والهياكل القاعدية. أما محمد ماني فركز على المشاريع السكنية التي قال إنها عرفت تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، داعيا إلى ضرورة وضع مخطط استعجالي للنهوض بقطاعي الفلاحة والسياحة باعتبارهما البديلين لقطاع المحروقات. ومن النقاط الغريبة التي تناولها هذا العضو دعوة الحكومة إلى تحسين الأوضاع الخاصة بالمجاهدين وأبناء الشهداء، على الرغم مما تلتهمه هذه الشريحة من أموال طائلة واستفادتهم من عدة أمور تحت ذريعة الشرعية الثورية، في وقت تتخبط فيه شرائح واسعة من الشعب في مشاكل اقتصادية عديدة. أما العضو عبد الحق كازيتاني، فوصف البرنامج بالشامل والكامل ودعا إلى ضرورة مراجعة قانون البلدية والولاية لأثرهما الكبير على التنمية في مختلف مجالاتها. كما أثار مشكل السكن الذي تعاني منه ولاية وهران، والتشوه العمراني الكبير الذي تسبب فيه الأجانب وخص بالذكر الأفارقة، ودعا الوزير الأول إلى ضرورة زيارة ولاية وهران للوقوف على المشكل الموجود. محمد رضا مساهل تناول أهمية بعث موانئ جديدة لاستيعاب العدد الكبير من السلع ولمواكبة مخططات الحكومة التي تراهن على تصدير المنتوج الوطني، وتطرق إلى فشل القرض السندي بالعملة الوطنية، داعيا إلى فتح قرض سندي بالعملة الصعبة من أجل إدخال العملة إلى الجزائر. كما اقترح النائب تبديل العملة الوطنية بأوراق جديدة حتى يظهر أصحاب ”الشكارة” ويخرجون الأموال التي يكتنزونها بطرق غير قانونية. أما العضو عباس بوعمامة فقد ركز على ضرورة دعم الدبلوماسية الاقتصادية من أجل التعريف بالإنتاج الوطني وجلب المستثمرين لبلادنا. هذا بالنسبة لمداخلات أعضاء الأفالان والأرندي، أما مداخلات المعارضة فجاءت على النقيض من ذلك، مثلما هو الحال لعضو الأفافاس تامدار تازة، فقد شكك في نجاعة مخطط عمل الحكومة واستبعد تحقيق النتائج المسطرة، في ظل انتشار البيروقراطية ومركزية القرارات وعدم نجاعة سياسة التشغيل والتجميد الذي يطال العديد من المشاريع التنموية الحساسة. وتواصلت المداخلات في الفترة المسائية حول مخطط عمل الحكومة الذي ستواصل مناقشته اليوم الخميس والتصديق عليه بعد رد الوزير الأول.