سلّم وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر صباح، ردّ بلاده على المطالب ال13 التي تقدمت بها السعودية والإمارات ومصر والبحرين في الخامس من جوان الحالي، لإعادة العلاقات مع الدوحة لعهدها السابق. وأصدرت دول الحصار بيانا مشتركا بشأن تسلم الرد القطري على مطالبها، مشيرة إلى أنّها سترد عليه في الوقت المناسب. وقال البيان: ”تلقت الدول الأربع الرد القطري عبر دولة الكويت قبل نهاية المهلة الإضافية والتي جاءت تلبية لطلب صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة وسيتم الرد عليه في الوقت المناسب”. ورغم تكتم الوساطة الكويتية عن مضمون الرد، فإنّ تصريحات آل ثاني تؤكد بأنّ الرد القطري سيكون مؤكداً لمواقف الدوحة السابقة. وأكّد وزير الخارجية القطري، يوم الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الألماني زيغمار غابرييل في الدوحة، أنّه لا حل للأزمة الخليجية إلا بالحوار مع المحافظة على سيادة البلدان وعدم التدخل بشؤون الدول الأخرى والتفاهم على ”مكافحة الإرهاب”. وأوضح آل ثاني أن الرد على مطالب دول المقاطعة الذي تم تسليمه للكويت، ”جاء في الإطار العام الذي يحافظ على سيادة قطر ورفض الوصاية وعدم التدخل بشؤون الدول وذلك وفقا للقانون الدولي”، ملقيا بذلك بالكرة إلى ملعب الدول المقاطعة. من جهته، شدّد وزير الخارجية الألماني، على أنّ أي إجراءات لإنهاء الأزمة لا بد أن تحافظ على سيادة الدول وعدم السماح التدخل بشؤون الآخرين، مؤكداً ”دعم بلاده للوساطة الكويتية في حل الأزمة وتعاونها مع الإدارة الأمريكية لإنهائها”. وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تسلم يوم الثلاثاء رسالة من أمير الكويت، قبل ساعات من تسليم الكويت رد الدوحة على مطالب الدول التي تقاطعها. وقالت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية أن المستشار بالديوان الأميري خالد يوسف الفليج مبعوث أمير الكويت سلّم رسالة جوابية من الصباح إلى أمير قطر، دون أن تكشف عن فحواها. ونقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية، عن مصادر بأنّ لقاءً تم في القاهرة يوم الثلاثاء، جمع رؤساء مخابرات الدول الأربع، وذلك قبيل الاجتماع المرتقب بين وزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين ومصر الأربعاء (أمس) في القاهرة لبحث الخطوات المقبلة حيال الأزمة مع قطر. وفي السياق، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن الدول الخليجية تفهمت موقف الجامعة العربية من أزمة قطر، نافياً أنه أدان موقف الدول المقاطعة لقطر. وأبدى أبو الغيط، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في العاصمة الروسية موسكو، استعداد ”الجامعة للتحرك في الأزمة إذا طلبت الأطراف المختلفة ذلك، باعتبار أن كل الدول أعضاء في الجامعة”. وقال إن ”أزمة قطر حساسة”، وأن ”الجامعة العربية تبنت منذ اليوم الأول التحرك الكويتي كوسيلة لتحقيق انفراجه في الموقف”. وكانت الدول المقاطعة لقطر أعلنت، يوم الاثنين، أنها وافقت على طلب الكويت تمديد المهلة المعطاة لقطر للرد على المطالب الخليجية، 48 ساعة إضافية. وكانت المهلة التي حددتها الدول الأربع لقطر للرضوخ لقائمة المطالب التي وضعتها كشرط لإنهاء المقاطعة المفروضة عليها منذ الشهر الماضي، قد انقضت يوم الأحد. وسلّمت الكويتقطر في 22 جوان الماضي، قائمة من 13 مطلباً تقدمت بها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لإنهاء الحصار، وأمهلتها 10 أيام لتنفيذها وشملت المطالب: إغلاق قناة الجزيرة والقنوات التابعة لها، وخفض مستوى العلاقات مع طهران، وقطع أي تعاون عسكري أو استخباراتي معها. كما طالبت الدول الأربع بإغلاق القاعدة لعسكرية التركية الجاري إنشاؤها في قطر، ووقف أي تعاون عسكري مع تركيا داخل الأراضي القطرية، وتسليم جميع المصنفين بأنهم إرهابيون المتواجدين على أراضيها، وقطع علاقاتها مع التنظيمات الإرهابية والطائفية والإيديولوجية، ووقف تمويلها، وعلى رأسها (الإخوان المسلمين، داعش، القاعدة، فتح الشام وحزب الله اللبناني)، وإدراجهم ككيانات إرهابية وضمهم إلى قوائم الإرهاب المعلن عنها من الدول الأربع، وإقرارها بتلك القوائم، إلى جانب وقف التدخل في شؤون الدول الداخلية ومصالحها الخارجية، ومنع التجنيس لأي مواطن يحمل جنسية إحدى الدول الأربع، وإعادة كل من تم تجنيسه في السابق بما يخالف قوانين وأنظمة هذه الدول، وتخصيص تعويضات للدول الأربع عن الخسائر التي تسببت فيها سياستها خلال السنوات السابقة، وتفعيل اتفاق الرياض لعام 2013 واتفاق الرياض التكميلي لعام 2014.