حلّ وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بالكويت، حاملا رد بلاده على المطالب التي تقدمت بها السعودية والإمارات ومصر والبحرين في الخامس من جوان الحالي، لإعادة العلاقات مع الدوحة لعهدها السابق. والتقى آل ثاني أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر، صباح أمس، لتسليم الجواب. وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية إن ”الرسالة تحمل الرد الذي تم إعداده في وقت سابق من قبل دولة قطر على قائمة المطالب الجماعية المقدمة عن طريق دولة الكويت الشقيقة في أواخر جوان الماضي”. ولم تتطرّق الوكالة لمضمون الرد. وأفيد أنّ وزراء خارجية الدول الأربع، سيجتمعون في القاهرة، غدا الأربعاء، لبحث الخطوات المقبلة في التعامل مع قطر. وأعلنت الدول المقاطعة لقطر، يوم أمس، أنها وافقت على طلب الكويت تمديد المهلة المعطاة لقطر للرد على المطالب الخليجية، 48 ساعة إضافية. وأصدرت بياناً مشتركاً ورد فيه: ”استجابةً لطلب صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة، بتمديد المهلة الخاصة والمقدمة لحكومة قطر لمدة 48 ساعة منذ وقت انتهاء المهلة، وذلك بسبب تأكيد الحكومة القطرية لسموه أنها سترسل ردها الرسمي على قائمة المطالبات الموجهة لها اليوم الاثنين، فإن الدول الأربع تعلن الموافقة على طلب سموه، وسيتم إرسال رد الدول الأربع بعد دراسة رد الحكومة القطرية، وتقييم تجاوبها مع قائمة المطالب كاملة”. وكانت المهلة التي حددتها الدول الأربع لقطر للرضوخ لقائمة المطالب التي وضعتها كشرط لإنهاء المقاطعة المفروضة عليها منذ الشهر الماضي، قد انقضت يوم الأحد. وكانت الكويت سلّمت قطر في 22 جوان الماضي، قائمة من 13 مطلباًتقدمت بها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لإنهاء الحصار، وأمهلتها 10 أيام لتنفيذها وشملت المطالب: إغلاق قناة الجزيرة والقنوات التابعة لها، وخفض مستوى العلاقات مع طهران، وقطع أي تعاون عسكري أو استخباراتي معها. كما طالبت الدول الأربع بإغلاق القاعدة لعسكرية التركية الجاري إنشاؤها في قطر، ووقف أي تعاون عسكري مع تركيا داخل الأراضي القطرية، وتسليم جميع المصنفين بأنهم إرهابيون المتواجدين على أراضيها، وقطع علاقاتها مع التنظيمات الإرهابية والطائفية والإيديولوجية، ووقف تمويلها، وعلى رأسها (الإخوان المسلمين، داعش، القاعدة، فتح الشام وحزب الله اللبناني)، وإدراجهم ككيانات إرهابية وضمهم إلى قوائم الإرهاب المعلن عنها من الدول الأربع، وإقرارها بتلك القوائم. إلى جانب وقف التدخل في شئون الدول الداخلية ومصالحها الخارجية، ومنع التجنيس لأي مواطن يحمل جنسية إحدى الدول الأربع، وإعادة كل من تم تجنيسه في السابق بما يخالف قوانين وأنظمة هذه الدول، وتخصيص تعويضات للدول الأربع عن الخسائر التي تسببت فيها سياستها خلال السنوات السابقة، وتفعيل اتفاق الرياض لعام 2013 واتفاق الرياض التكميلي لعام 2014. وجاء رد الدوحة على لسان وزير خارجيتها، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بأنّ تلك المطالب ستصبح لاغية بانتهاء مهلة تنفيذها. وقال آل ثاني: ”إن قائمة المطالب التي تقدمت بها السعودية والإمارات ومصر والبحرين في الخامس من جوان الحالي، وُضعت لكي تُرفض”، مجددا في الوقت نفسه رغبة الدوحة للحوار دون المساس بسيادتها. واعتبر آل ثاني أنّ تلك المطالب تشكل انتهاكا للقانون الدولي، وأنّ الدول التي تقدمت بها لا ترغب أصلا في تنفيذها لأنها لم ترفق بأدلة تثبت صحتها، مضيفا أنّ الغرض من تلك المطالب انتهاك سيادة قطر وفرض وصاية عليها، والحصول منها على تعويضات، وخنق حرية التعبير في المنطقة. وأبدى آل ثاني أسفه لغياب دور الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي لحلحلة الأزمة. وقال آل ثاني: ”نعول على وساطة الكويت والدور الأميركي ودول صديقة بينها فرنسا وروسيا وألمانيا...”. مشيرا إلى أن الدوحة فاجأها انحراف القمة الإسلامية الأمريكية في الرياض عن محاربة الإرهاب إلى محاربة قطر ”من طرف مجموعة دول معينة.. بناء على ادعاءات مغلوطة”. وشدد على أن قطر ليس لديها مخاوف من أي إجراء قد تتخذه دول الحصار بعد انتهاء مهلة المطالب، قائلا ”نحن مستعدون لمواجهة أي تطور”. وفي المقابل أصدر البيت الأبيض في وقت متأخر من يوم الأحد، بيانا ورد فيه أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أجرى اتصالات هاتفية مع حكام السعودية والإمارات وقطر، وبحث معهم الأزمة الخليجية. وأعرب ترامب خلال المكالمات قلقا بشأن الخلاف المستعر بين الدوحة وجيرانها الخليجيين ومصر. وبحسب البيان، فقد أكّد ترامب على أهمية قطع مصادر تمويل الجماعات الإرهابية ودحض أيديولوجياتها المتشددة. فيما شدد الرئيس الأمريكي على ضرورة وحدة الصف الخليجي لتحقيق أهداف قمّة الرياض. مدير ال”سي آي أيه” السابق: استقبال الدوحة لحماس وطالبان كان بطلب أمريكي وفي السياق، قال المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه)، الجنرال ديفد بترايوس إنه يتعين على شركاء الولاياتالمتحدة أن يتذكروا أن استضافة قطر لوفود من حماس وحركة طالبان الأفغانية كانت بطلب أمريكي. وأضاف بترايوس في حديث لمجلة ”لو جورنال دو ديمانش” الفرنسية، الأحد، أن قطر تستضيف قيادة العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، واستضافتها لوفدي حماس وطالبان كانت بطلب منّا”. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة تواجه مع ”شركائها الخليجيين جهود إيران في زعزعة استقرار المنطقة (الشرق الأوسط)، لافتا إلى أنّ إيران ليست صديقة للولايات المتحدة”. ونقلت قناة ”الجزيرة” أن تصريحات بترايوس في هذا الوقت بالذات تعكس انشغال الإدارة الأمريكية الكبير بالأوضاع في الخليج، وتداعيات حصار السعودية والإمارات والبحرين لقطر على الأمن القومي الأمريكي”. معتبرة أن تصريحات بترايوس تحمل رسالة إلى بعض الأطراف في الإدارة الأمريكية (لم تسمّها)، كونه أشرف على ملفات تتعلق بالشرق الأوسط ويعرف خباياها. أضافت القناة: ”إن تصريح الجنرال المتقاعد يحمل تذكيراً بأن قطر شريك أساسي لواشنطن وليست عدواً لها”. يذكر أن بترايوس عيّن رئيساً لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بعد تقاعده من الجيش الأمريكي، في أوت 2011، لكنه قدم استقالته في ديسمبر 2012.