تضاربت تصريحات المسؤولين الجزائريين حول قضية تواجد اللاجئين الأفارقة في الجزائر، فبينما يعبر الموقف الرسمي على لسان وزير الداخلية نور الدين بدوي عن ”الترحاب” الذي تبديه الجزائر تجاه اللاجئين، وتعتبرهم ضيوفا وجب إكرامهم، ها هو أحمد أويحيى مدير ديوان برئاسة الجمهورية يؤكد في آخر تصريح له على أنهم يهددون استقرار الجزائر وأمنها، في وقت تعيد قضية تضارب التصريحات لكبار المسؤولين مسألة توافق ”رجال السلطة” حول أهم القضايا التي تهم الجزائر. عبر الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى عن استيائه من التواجد غير المنظم للرعايا الأفارقة في الجزائر، فيما أكد أن الدول الأوروبية تريد جعل الجزائر ودول شمال إفريقيا معسكرات للاجئين الأفارقة. وقال أويحيى في تصريح إعلامي على هامش اجتماعه بأعضاء مكتبه الوطني، أول أمس السبت، إن الجالية الأجنبية المقيمة في الجزائر بطريقة غير شرعية تخرج منها آفات عديدة وخطيرة على غرار المخدرات والجرائم المختلفة، مشددا على ضرورة عدم ترك المجتمع الجزائري يعاني من الفوضى. وخاطب الأمين العام للأرندي من قال عنهم الذين يتغنون بأن الاهتمام بالرعايا الأفارقة يدخل ضمن حقوق الإنسان، بقوله نحن ”أسياد قي بلدنا، وهناك دولة كبيرة في العالم شيدت جدارا لمنع تسلل الأجانب إلى داخلها. والدول الأوروبية تريد جعل الجزائر ودول شمال إفريقيا معسكرات للاجئين الأفارقة”. ويأتي تصريح أحمد أويحيى بعد الضجة التي أحدثتها قضية اللاجئين في الجزائر اجتماعيا وسياسيا، حيث سارع الوزير الأول عبد المجيد تبون إلى عقد لقاء حكومي يخص الموضوع ودراسة القصية التي أخذت أبعادا سياسية، وهذا استعدادا لسن قانون يتيح لهم العمل بصورة قانونية، حيث يحوز مكتب الوزير الأول عبد المجيد تبون تقريرا مفصلا عن عدد اللاجئين الأفارقة تحسبا لمنحهم بطاقة وطنية، حسب احتياجات مختلف القطاعات. وقد تصاعدت في الأيام القليلة الماضية عنصرية عنيفة تجاه الأفارقة حيث حذرت منظمات حقوقية من استغلال المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين في الجزائر في ظروف صعبة تقترب من العبودية كما دقت الرابطة للدفاع عن حقوق الإنسان ناقوس الخطر من الأمر. ويأتي تصريح أويحيى في وقت كان وزير الداخلية نور الدين بدوي، قد أعلن منذ مدة عن عن ترحاب الجزائر بالنازحين الأفارقة والتكفل بهم في كنف احترام حقوق الإنسان والمواثيق والأعراف الدولية. وقال بدوي إن الجزائر تعتبر أولئك النازحين ضيوف الجزائر يستوجب التكفل بهم صحيا ونفسيا واجتماعيا وفرديا، ويشير المحللون إلى أن كلام أحمد أويحيى مدير ديوان رئاسة الجمهورية يخالف الموقف الرسمي للدولة الجزائرية، في وقت يطرح تضارب التصريحات حول اللاجئين الأفارقة قضية ”تفاهم” مسؤولي الدولة حول القضايا الكبرى التي تخص الجزائر.