l سامح شكري: ”هناك إمكانية لعقد مؤتمر مصالحة في ليبيا” أكد وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل للمسؤولين المصريين أنه لم يتوجه إليهم حاملا أي مبادرة لحل الأزمة القطرية، وإنما كلف من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بزيارة عواصم عدد من الدول العربية لسماع ما يحدث في المنطقة، مع التركيز على تأييد الجزائر للغة الحوار والحل الداخلي للمشكلات من قبل الأطراف المعنية بعيدا عن التدخلات الخارجية. أوضح عبد القادر مساهل من القاهرة، أمس، أن زيارته لدول عربية لا تحمل مبادرة لحل الأزمة الخليجية، معبرا على تأييده لمبادرة الكويت وإمكانية حل الأزمة من خلال مجلس التعاون الخليجي. وجدد مساهل تأكيده على أهمية الحوار الداخلي في حل الأزمات. عبد القادر مساهل الذي حمل للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رسالة من الرئيس بوتفليقة حول تعزيز التشاور والتنسيق بين البلدين، خاصة ما تعلق بمسألة الاستقرار ووحدة الأمة العربية في ظل التوترات المستمرة، على رأسها الوضع في ليبيا، جدد تمسك الجزائر بالحل السياسي في ليبيا الذي لا يوجد بديل عنه، وفتح المجال له من خلال اجتماعات مع أطراف النزاع. وفي السياق ذاته كشف وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال مؤتمر صحفي عقده بالاشتراك مع عبد القادر مساهل، بعد المحادثات الرسمية خلال زيارة رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى القاهرة، عن إمكانية عقد مؤتمر مصالحة في ليبيا بعد توفر الظروف ومواصلة عملية بناء الثقة والتقريب بين أطراف النزاع لإقناعها بجدوى الحوار والحل السياسي بدعم مصري جزائري وتونسي، حيث حذر مساهل من أكبر خطر وتهديد إرهابي يواجه المنطقة العربية والمتعلق بعودة المقاتلين الأجانب إلى ليبيا أو دول الجوار، وهو ما يستدعي - حسبه - رفع مستوى التنسيق بين الجزائر ومصر ودول الجوار الأخرى. وذكر الوزير بما عاشته الجزائر في فترة الثمانينيات بسبب عودة المقاتلين الأجانب من أفغانستان وما خلقته من شبكات إرهابية عصفت بالوضع الأمني، مشيرا إلى أن مساعي الجزائر تتلخص في عدم تكرار معاناة الجزائريين مع الإرهاب في أي دولة أخرى التي تجاوزتها بمحاربة التطرف وتطبيق المصالحة الوطنية. ومن جملة ما تمخض عن زيارة مساهل إلى القاهرة التي أعقبتها مباشرة زيارة إلى عمان وضع آلية لتبادل المعلومات، خاصة ما تعلق بتطور الأزمة الليبية بعدما أطلع كل منهما الآخر على نتائج آخر لقاءاته مع خليفة حفتر وفايز السراج، وذلك بالنظر إلى الارتباط الوثيق بين بقاء الأوضاع في ليبيا على حالها وتنامي التهديدات الإرهابية، حيث دعت الجزائر على لسان مساهل إلى ضرورة تبني الدول الإفريقية موقفا موحدا لمطالبة الأممالمتحدة بوضع اسس لوقف تمويل الإرهاب وتجفيف منابعه. وفيما يتعلق بالتعاون الثنائي، تم الاتفاق بين الجزائر ومصر على عقد دورة للجنة العليا المشتركة قبل نهاية السنة الجارية، وإنشاء آلية لوزراء الداخلية في البلدين للتعاون في القضايا الأمنية وتسهيل المرور للمصريين والجزائريين.