يحتفل اليوم فريق مولودية الجزائر بالذكرى 96 لتأسيسه المصادف للثامن أوت من كل سنة أين ستكون ساحة كتاني المنبر الذي سيتوافد إليه عشاق اللونين الأحمر والأخضر من أجل التعبير عن حبهم للنادي وذلك بإشعال الشماريخ والألعاب النارية لحظة إعطاء الإشارة من قبل المنظمين الذي سهروا من أجل السير الحسن لهذا الاحتفال والذي عاودنا إياه الشناوة في كل سنة . ويأمل عشاق المولودية أن يحقق ناديهم إنطلاقة مثالية في بداية الموسم وهو الذي سيصارع على ثلاث جبهات وهي البطولة وكأس الجمهورية بالإضافة لكاس الكاف التي باتت مطلبا رئيسيا للأنصار الذي يريدون عودة الهيبة للمولودية إفريقيا وهي التي لطالما تخرج من أضيق الأبواب في هذه المنافسات وبهزائم مذلة وها هي الآن تعود وبقوة وتشارك في ربع نهائي الكأس على آمل الذهاب بعيدا في هذه المسابقة ولما لا التتويج باللقب الغائب عن خزائن النادي العاصمي منذ 1976 أين توج العميد بلقب رابطة الأبطال الأفريقية محققا ثلاثية تاريخية في مشواره وهو ما يتمناه كل عاشق للونين الأحمر والأخضر . كما يتمنى أنصار المولودية ان يلقى ”الكراكاج” الذي سيقومون به الليلة صدى عالمي مثلما كان عليه الحال في المواسم السابقة خاصة وان التحضيرات توحي بمفاجآت من العيار الثقيل في ساحة كتاني بحضور العديد من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية هذه الأخيرة صنفت الشناوة كأحسن عاشر جمهور في العالم من حيث الشعبية و طريقة التشجيع الأمر الذي سيزيد من رغبة عشاق اللونين الأحمر والأخضر من تقديم المزيد ومنافسة الكبار على لقب الأفضل .
هكذا تم تأسيس الفريق وإشادة بما قدمه عبد الرحمن عوف اكتسبت مولودية الجزائر التي أسست سنة 1921م شهرتها وشعبيتها الواسعة في الجزائر وخارجها بفضل رمزيتها التاريخية من خلال لعبه بالألوان الوطنية الأحمر والأخضر والأبيض خلال ثورة التحرير ووضع النجمة والهلال في شعاره وهو ماجعله نادي محبوب من كل الجزائريين وحتى الدينية فإسم “مولودية” أطلق عليها بمناسبة المولد النبوي الشريف، وبفضل المتعة الكروية التي كانت تقدمها في فترة السبعينيات والثمانينيات من خلال أبرز نجومها مثل بطروني وبن شيخ وغيرهم. ورغم أنه توجد في العاصمة العديد من الفرق التي تلعب في الرابطة الأولى والثانية مثل إتحاد الجزائر، شباب بلوزداد، اتحاد الحراش ، نصر حسين داي، رائد القبة، نادي بارادو وغيرهم من الفرق إلا أن أغلب الجماهير تشجع المولودية العاصمية ويتجلى ذلك في الداربيات التي تلعب في ملعب 5 جويلية الأولمبي أي تجد 60 أو 70 ألف مشجع من المولودية وحوالي 10 آلاف أو أكثر بقليل من مناصري الفرق الأخرى. ويعود تاريخ تأسيس العميد إلى اليوم الذي كان فيه عبد الرحمن عوف جالسا بساحة الشهداء يتأمل في جمال البحر، وعلى بعد أمتار منه كان هناك بعض الأطفال يلعبون بكرة مصنوعة من الورق ويتنافسون عليها وعلامات السرور والبراءة بادية على وجوههم، فلفت هذا المشهد انتباه عبد الرحمن وأخذ يتابعهم باهتمام وبينما هم يلعبون مرت بجانبهم مجموعة من العساكر الفرنسيين، فنظر الرقيب للأطفال باستعلاء وقال لهم باحتقار: هذه هي حديقة أمراء العرب!! نسبة لملعب حديقة الأمراء بباريس، فبقي عبد الرحمن مذهولا من هذه الجملة، التي أثرت فيه كثيرا وأشعرته بالإهانة وجعلته لا ينام الليل ومنذ هذه اللحظة وفكرة تأسيس ناد لكرة القدم تراوده أكثر من أي وقت مضى حيث أصبحت قضية مبدأ بالنسبة له، وفي اليوم الموالي وعند لقائه بأصدقائه طرح عليهم فكرته المتمثلة في تأسيس أول ناد جزائري مسلم ينافس الأندية الفرنسية، فلقي مقترحه ترحابا واسعا من طرفهم. في يوم 7 أوت 1921 الموافق ل12 ربيع الأول 1339 اجتمع عوف رفقة أصدقائه من حي القصبة العتيق وباب الوادي أمام مقهى ياحي، ليختاروا اسم وألوان النادي الجديد، وقاموا باقتراح العديد من الأسماء على غرار: (البرق الرياضي الجزائري، الهلال الجزائري، النجم الرياضي، الشبيبة الرياضية،. . . ) وقد وجدوا صعوبة في اختيار الإسم المناسب وفي لحظة لم يتوقعها أحد صعد صوت من داخل المقهى من شخص مجهول مناديا: ” مولودية ! ” (نسبة للمولد النبوي الشريف الموافق لذلك اليوم)، و هي التسمية التي لقيت تجاوب هؤلاء الشبان ليتم الاتفاق على تسمية الفريق ”المولودية الشعبية الجزائرية”، واختيار ألوان العلم الوطني كألوان رسمية للفريق وهي الأخضر والذي يرمز للأمل، إضافة لكونه اللون الرمزي للإسلام، أما اللون الأحمر فهو يمثل حب الوطن والتضحية من أجله. قضى عبد الرحمن عوف الليلة لجمع الوثائق اللازمة لتأسيس النادي رسميا: تأسيس الجمعية الرياضية، تحضير الإمكانيات اللازمة (المادية والمالية)، اختيار ملعب للفريق ومقره الخاص، وقد لقي كل المساندة والتشجيع من طرف أصدقائه لتحقيق حلمه، فانتقل لمقر الولاية لدفع الملف والحصول على الموافقة الرسمية لتأسيس النادي، فتم رفض طلبه جملة وتفصيلا، وقد كانت حجة الإدارة أنه لا يمكنه تأسيس جمعية لأنه لم يبلغ سن الراشد بعد كونه كان يبلغ من العمر 19 سنة، ورغم هذا الرفض إلا أنه لم يفقد الأمل فقام بتزوير الوثائق وانتحل هوية زوج عمته ”عبد المالك، وقد تم استدعاؤه مرتين من طرف الولاية، بهدف إلغاء ملفه المتمثل في تأسيس ناد رياضي مسلم إلا أنه تمكن من تجاوز كل أسئلتهم المخادعة، ففي الاستدعاء الأول قاموا بسؤاله عن هدف إنشاء هذا الفريق ؟ فأجاب أنه يهدف لتدريب وتحضير الشبان للخدمة العسكرية، وفي الاستدعاء الثاني سألوه عن سبب اختياره اللونين الأخضر والأحمر وإلى ما ترمز ؟ فأجاب مباشرة: الأخضر يرمز للجنة والأحمر للنار، أما الأسئلة الأخرى فكانت شكلية وتمكن من تجاوزها كلية لتتم المصادقة رسميا على تأسيس فريق مولودية الجزائر الذي اتخذ كشعار له النجمة والهلال.
اللاعب السابق لمولودية الجزائر عمر بطروني ل”الفجر” تركت ذكريات جميلة في المولودية وهذا ما أتمناه للفريق قبيل وصوله ل 100 سنة من الوجود عبر اللاعب السابق لمولودية الجزائر عمر بطروني في حديثه للفجر عن فخره بتقمص ألوان العميد والتتويج بعدة ألقاب محلية وافريقية مبينا ان المولودية تبقى اعرق وأفضل نادي في الجزائر، وشدد محدثنا على ضرورة وضع مسؤولي الفريق اليد في يد من اجل إعادة الهيبة للنادي والمطالبة ببناء ملعب خاصة له قبيل الذكرى ال 100 لتأسيسه أملا ان يحق الجيل الحالي لقب كاس الكاف والذهاب بعيدا في رابطة أبطال إفريقيا ولما لا وضع النجمة الثانية على قميص النادي قائلا في هذا الصدد:” فخور بأنني تقمصت ألوان اعرق واكبر فريق جزائري وتوجت معه بألقاب عديدة محليا وإفريقيا وأتمنى ان يقف المسؤولون على إعادة الهيبة لهذا النادي والسهر على بناء ملعب خاص به”.
العميد بثوب جديد لصناعة عهد جديد يتمنى أنصار فريق مولودية الجزائر عودة ناديهم لسكة التتويجات سواء فيما يتعلق بالبطولة التي لم يحققوها منذ موسم 2010-2011 أو إفريقيا أين يتمنى الشناوة مواصلة السير بنجاح في كاس الكاف التي تأهل فريقهم فيها لربع النهائي أملين الوصول للمشهد الختامي ووضع النجمة الثانية على قميص فريقهم الذي تغيرت ملامحه بإستقدامات وصفها المحللون بالمميزة أين استقدم العميد ستة أسماء وهي بولخوة وأمادا والمؤذن إضافة لكل من سفيان بالغ ولاعبين من نيجيريا ومالي وتجديد عقد منصوري ما يجعل التفاؤل يزداد بقدرة عميد الأندية على تقديم موسم كبير خاصة بعودة المدلل رفيق صايفي الذي سيكون مساعدا للمدرب الاسباني فاسكيز إضافة لعودة كمال قاسي السعيد لرئاسة النادي . كلها مؤشرات توحي بأن المولودية لن تدخل الموسم بثوب الضحية بل ستتطلع لقول كلمتها وتعويض ما فاتها محليا في نهاية الموسم المنصرم أين أقصيت من كأس الجمهورية في نصف النهائي وضيعت الأمل في التتويج بلقب البطولة بفارق ضئيل عن الوفاق ما يجعلها تهدف هذه المرة لتعويض الخيبات وإسعاد جمهورها الذي لازال وفيا للنادي أملا أن يسعد في نهاية الموسم .
تتويجات مولودية الجزائر ألقاب نادي مولودية الجزائر قبل استقلال الجزائر سنة 1962: حصل نادي مولودية الجزائر على العديد من الألقاب خلال فترة الاحتلال الفرنسي مثل نيله البطولة الوطنية سنتي 1940 و 1945 وحصوله على كأس الجزائر مرتين سنتي 1948 و 1951 وكان يمكن أن يحصل النادي على بطولات أكبر لولا حلوله في المرتبة الثانية في ترتيب الدوري 7 مرات سنوات 1941، 1946، 1947، 1948، 1949، 1950، 1951. وخسارته كأس الجزائر سنة 1952. ألقاب النادي بعد الاستقلال: البطولة الجزائرية: حصل نادي مولودية الجزائر على البطولة الجزائرية 7 مرات في سنوات 1972، 1975، 1976، 1978، 1979، 1999، 2010. كأس الجمهورية: حصل عليها 8 مرات أيضا في سنوات 1971، 1973، 1976، 1983، 2006، 2007، 2014، 2016. كما حصل النادي على لقب كأس الرابطة سنة 1998 وكأس السوبر سنتي 2006 و2007. ألقاب النادي الدولية: توج نادي مولودية الجزائر بدوري أبطال إفريقيا سنة 1976 والكأس المغاربية للأندية الفائزة بالكؤوس سنتي 1971 و 1974. أهم اللاعبين الذي تقمصوا ألوان العميد : لخضر بلومي الذي حقق الكرة الذهبية الإفريقية علي بن شيخ الذي حقق الكرة الفضية الإفريقية والبرونزية عبد السلام بوسري، حسان طاهير، ناصر بويش 'الحاج بوقش ومصطفى جاليت الذين توجوا بلقب هدافي البطولة رفيق صايفي ونور الدين دهام اللذان حققا جائزة أفضل لاعب في الموسم مروان عبدوني الذي توج بجائزة أفضل حارس مرمى سنة 2006 دريسا دياكيتي الذي توج بجائزة أفضل لاعب أجنبي سنة 2005