سجل الدينار تراجعا قياسيا وتاريخيا أمس في المعاملات البنكية أمام الأورو، حيث تم تداول 1 أورو ب 128.90 دينار في المعاملات بين البنوك، ويعد أعلى مستوى يبلغه الدينار ولأول مرة منذ سنة 1999، سنة توحيد واعتماد العملة الأوروبية اليورو، فقد ربح الأورو نسبة 10.85 بالمائة أمام الدينار منذ بداية سنة 2017. انهيار غير مسبوق تعرفه العملة الوطنية، بعد أن بلغ سعر شراء 1 أورو أزيد من 191 دينار في السوق السوداء وتجاوز 128.90 دينار في البنوك، ليوصف هذا التقهقر للدينار ”الأكثر حدة” على الإطلاق، فقد أنعش موسم السياحة والسفر فضلا عن الحج والعمرة سوق العملة وساهم في ارتفاع أسعار العملة الصعبة بشكل كبير، ما ينذر بكارثة حقيقية في الميزانية في حال عدم تدارك الوضع الراهن، والتعجيل بفتح مكاتب الصرف لإنهاء حالة الفوضى. وقد انتعشت سوق السكوار، أكبر سوق سوداء لبيع العملة في الجزائر، بشكل كبير هذه الأيام في عز موسم الاصطياف والسفر، إذ يتوافد الجزائريون بالمئات يوميا لصرف الدينار واقتناء العملات الأجنبية، خاصة الأورو والدولار، فقد بلغ سعر صرف 1 أورو أزيد من 191 دينار. وحسب أحد تجار سوق السكوار الموازي لتصريف العملة، فإن أسباب ارتفاع سعر الأورو راجع بالدرحة الأولى إلى موسم السياحة والسفر، وما زاد من لهيبها المعتمرون والحجاج الذين يقومون باقتناء العملة الصعبة في هذه الفترة. وقد أنعش التوافد الكبير للمغتربين الجزائريين بأوروبا سوق العملة ببورصة السكوار، ناهيك عن الإقبال الكبير للمواطنين الذين يفضلون قضاء عطلتهم السنوية خارج الوطن. ويأتي ارتفاع العملات الأجنبية هذه الأيام في الأسواق الموازية، رغم توفر السيولة المالية التي يجلبها المغتربون في مثل هذا الموسم.