انتعش سوق السكوار، أكبر سوق سوداء لبيع العملة في الجزائر، بشكل كبير فور انقضاء شهر رمضان مع بداية موسم الاصطياف والسفر، إذ يتوافد الجزائريون بالمئات يوميا لتصريف الدينار واقتناء العملات الأجنبية، خاصة الأورو والدولار، فقد بلغ سعر صرف 1 أورو عند الشراء 180.20 دينار و180 دينار عند البيع، فرغم استقرار سعره الذي يبقى منخفضا، إلا أن التوقعات تنذر بمزيد من الانهيار للعملة الوطنية خلال الأشهر المقبلة ككل عام. وقد سجلنا انتعاشا محسوسا في نشاط باعة العملات الأجنبية، وذلك بعد الركود النسبي الذي عرفته في رمضان، حيث أنعش التوافد الكبير للمغتربين الجزائريين بأوروبا سوق العملة ببورصة السكوار، ناهيك عن الإقبال الكبير للمواطنين الذين يفضلون قضاء عطلتهم السنوية خارج الوطن. وفي ذات الخصوص، أكد لنا أحد الباعة أن سوق العملة خلال فصل الصيف ككل سنة تشهد انتعاشا كبيرا، بالنظر إلى الحجم الكبير للتعاملات التي تتم فيه، حيث تعرف حركية كبيرة، ويبقى محافظ بنك الجزائر محمد لوكال المنصب مؤخرا أمام تحدي كبح انهيار الدينار الذي يبقى في أدنى مستوياته يتبع في ذلك تهاوي سعر برميل النفط. وعن سبب ارتفاع العملات الأجنبية هذه الأيام في الأسواق الموازية، وذلك رغم توفر السيولة المالية التي يجلبها المغتربون في مثل هذا الموسم، يقول أحد الباعة أن أسعار العملات لا تحكمها ضوابط أو قوانين، مؤكدا أن زيادة الطلب على العملات الأجنبية، خاصة اليورو من قبل العديد من الجزائريين، كل بحسب حاجته، كالسياحة نحو الخارج، أصحاب المال والأعمال أدى بالمقابل إلى ارتفاع قيمتها. ويبقى المغتربون الذين يأتون من الخارج خاصة فرنسا، الرابح الأكبر في التعاملات، لأن صرف اليورو الذي يجلبونه معهم بالسكوار يضمن لهم عائدات أعلى، خاصة وأن سعر الصرف يفوق بكثير ذلك المطبق في البنوك. من جهة أخرى، أصدر بنك الجزائر أسعار الصرف للأوراق النقدية وشيكات السفر بالدينار الجزائري والصالحة ابتداء من 10 جويلية 2016، وقد حدد سعر الدولار ب 93. 108 دج لدى الشراء وب 58. 115 دج لدى البيع. كما قدر سعر اليورو ب 64. 120 دج للشراء و02. 128 دج عند البيع. وخلال الأسبوع الماضي الممتد من 3 إلى 9 جويلية 2016 بلغت قيمة الدولار 75. 108 دج للشراء و39. 115 دج عند البيع. أما الأورو فقد بلغ سعره عند الشراء 79. 120 دج و22. 128دج عند البيع. وقبل سنة من اليوم (الفترة الممتدة من 12 إلى 19 جويلية 2015) حددت قيمة الدولار ب 98.00 دج للشراء وب 98. 103 عند البيع فيما قدرت قيمة اليورو ب 11. 108 دج لدى الشراء و76. 114 دج عند البيع. من جهة أخرى، يحذر الخبراء من انعكاسات تهاوي سعر برميل النفط على العملة الوطنية والتي يمكن أن تحدث كارثة حقيقة للدينار في حال تراجع سعر البرميل إلى مادون 60 دولارا نهاية 2016. وقد رسّم بنك الجزائر عبر نظام يحمل رقم 16-01 بتاريخ 6 مارس الماضي، إقامة مكاتب الصرف، حيث أدخل تعديلات على التدابير التنظيمية والقانونية السابقة والتي كانت سارية، دون أن تترجم في الواقع. وقام النظام الصادر عن بنك الجزائر بتعديل وإتمام النظام رقم 07-01 الصادر في 3 فيفري 2007، المتعلق بالقواعد المطبقة على المعاملات الخارجية والحسابات بالعملة الصعبة، حيث نصت المادة 2 من النظام الجديد على إحداث تعديل على المادة 21، والتي تنص على تحرير عمليات الصرف بين الدينار الجزائري والعملات الأجنبية القابلة للتحويل لدى الوسطاء المعتمدين أو لدى بنك الجزائر، حيث يمكن لبنك الجزائر أن يرخّص لمكاتب الصرف القيام بعمليات الصرف المختلفة، منها شراء مقابل العملة الوطنية للأوراق النقدية وللشبكات السياحية المحررة بالعملات الأجنبية القابلة للتحويل بصفة حرة لدى أشخاص طبيعية مقيمة وغير مقيمة بمفهوم المادة 2 من النظام رقم 07-01 الصادر في 3 فيفري 2007، وبيع مقابل العملة الوطنية للأوراق النقدية المحررة بالعملات الأجنبية القابلة للتحويل بصفة حرة لأشخاص طبيعية غير مقيمة، في حدود ما تبقى في حوزتهم من دنانير عند نهاية إقامتهم في الجزائر، المتأتية من تحويل سابق للعملة الأجنبية. لمياء حرزلاوي
الدينار يفقد 23 بالمائة من قيمته أمام الين و45 بالمائة مقابل الفرنك السويسري لم يفقد الدينار قيمته هذا العام أمام عملتي الاورو والدولار فقط، بل تعداه إلى باقي العملات حيث فقد الدينار 23.56 بالمائة من قيمته منذ بداية العام بالمقارنة مع عملة الين اليابانية. كما تدهور بنسبة تفوق 45 بالمائة أمام الفرنك السويسري وبنسبة تفوق 14 بالمائة أمام الدولار الكندي.