طالب الناطق الرسمي للمجلس الوطني لأساتذة الثانويات الجزائرية، ”الكلا” إيدير عاشور، وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط بضرورة متابعة مسار إصلاحات المنظومة التربوية في الطور الثانوي، عقب إجراءها في الطورين المتوسط والابتدائي. وأكد إيدير عاشور في اتصال مع ”الفجر” أمس، أن الوزارة التربية الوطنية لم تبلغنا كشريك اجتماعي حول قرار ملتقى وطنيا حول الإصلاحات التربوية ورهاناتها، التي ستنظم شهر أكتوبر المقبل بولاية وهران، وهو انتقده المتحدث الذي طالب في سياق اخر وزيرة التربية بن غبريط بضرورة متابعة مسار الإصلاحات المنظومة التربوية في الطور الثانوي، كون أن هذا الطور يحتاج إلى كثير من الإصلاحات، مشيرا إلى أن هذا يعد تكملة لسلسلة الإصلاحات التي أدرجتها الوزارة في الطورين المتوسط والابتدائي . وأضاف إيدير أن تبريرات الوزارة، حول رفضها لإدخال إصلاحات في الطور الثانوي ”مبهمة”، وهذا بعد أن اعتبر أن عدم إصلاح النظام الثانوي متربط ب”سياسة التقشف” التي مست قطاع التربية. وبخصوص مطالب النقابة المهنية والاجتماعية، أكد ممثل ”الكلا” أن النقابة ستعتمد أساليب جديدة للضغط على مصالح بن غبريط من أجل التكفل بمطالبهم المرفوعة على أرض الواقع قبل الدخول المدرسي 2017-2018. ويأتي اللقاء الذي من المقرر أن تنظمه وزارة التربية في شهر أكتوبر المقبل بوهران والذي تحت عنوان ”الإصلاحات التربوية: رهانات وتحديات” من أجل الوقوف على وضعية قطاع التربية الوطنية حاليا بعد تطبيق الإصلاحات التي شرع فيها سنة 2005، والجوانب التي تحققت في الميدان، فضلا عن النقائص والاختلالات التي شابت تطبيقها. وحسب مسؤول جامعي، أن الإصلاحات التي عرفتها المنظومة التربوية الجزائرية قد بعثت ”منظورا جديدا لعملية التعليم والتعلم سواء على مستوى إنجاز الجيل الثاني من البرامج أو الدخول في الممارسات التعليمية الجديدة القائمة على بيداغوجيا الكفاءات”، غير أن هذه الإصلاحات -وفقا لمنظمي هذا الملتقى- شهدت بعض الإختلالات في التطبيق وصعوبة في تجسيد أهدافها وأبعادها وعليه يأتي الملتقى الوطني الحالي لتقديم مقاربات متعددة (نفسية تربوية وسوسيولوجية) ولمحاولة الوقوف على واقع وأبعاد الإصلاح التربوي والجوانب التي عالجه. ويسعى الملتقى إلى إتاحة فرص للباحثين والمنشغلين بالشأن التربوي لتقديم بحوث حول السياق الاجتماعي والاقتصادي للإصلاحات، وتأثيرات العولمة في توجهاتها ونقل الخبرات الميدانية وتبادل التجارب قصد تقييمها ووضع تصور نقدي إيجابي لها للخروج بنتائج إيجابية تحقق للمدرسة فعاليتها ومكانتها في التنمية. ويهدف إلى التعرف على واقع وأبعاد الإصلاحات التربوية في الجزائر وضبط تحدياتها ورهاناتها وتقييم مسارها إضافة إلى الوقوف على الاتجاهات العالمية في ميدان الإصلاح التربوي. وسيتمحور هذا الملتقى الوطني حول عدة محاور وهي ”واقع الإصلاحات التربوية وتشخيصها”، ”التسيير البيداغوجي والإداري في ظل الإصلاحات الجديدة” و”الإصلاحات التربوية وأبعادها الاجتماعية والاقتصادية” و”دور الإرشاد المدرسي والمهني في تحقيق أهداف الإصلاح التربوي”، وغيرها من المحاور.