شباب بائس ضائع، يقضى جل أوقاته بين المقاهي وفضاءات الأنترنت، لا مرافق تأويه وتستوعب أعداده الهائلة، إلا فيما ندر، البعض منهم فقد يلتحقون بمسبح المدينة، مرتين في الأسبوع على الأكثر، أما شواطئ البحر أو السفر إلى مدن الشمال فحلم يراود كل شباب بسكرة، في حين لا يستطيع إلا المحظوظون جدا منهم تحقيقه. تلك هي إذن يوميات الكثير من الشاب الفقير في مدينة بسكرة، الذي لا يجد له من متنفس غير قضاء سويعات بين مقاهي الأنترنت، وبالرغم من افتتاح المسبح شبه الأولمبي في السنوات الأخيرة، وجعله تحت الطلب العام، إلا أن الكثير من شباب الولاية لا يستطيعون الالتحاق به، بسبب المسافة بين بعض البلديات النائية وبينه مع نقص في وسائل النقل. من جهة، يعاني بعض الشباب من عدم قدرتهم على دفع المبلغ، لأنهم ببساطة بطالون، فهل كتب على سكان هذه الولاية بينما يقول آخرون بهذه الولاية إنهم لا يكادون يجدون في بلداتهم وقراهم وحتى في مدينة بسكرة نفسها ما يروحون به عن أنفسهم، غير الحديثة المشهورة في وسط المدينة القديمة، لذلك فإن قاعات الأنترنت هي المتنفس شبه الوحيد، حيث بإمكان المرء السفر عبر الأوطان والعيش في قارات وعوالم جديدة من دون أن يتحرك من مكانه. وبسبب كلفتها غير المرتفعة، ولجوء أغلبها إلى إدخال تقنيات التكييف العالية، تشهد قاعات الأنترنت في بسكرة إقبال عدد هائل من الشباب، ما جعلها تعيش أحيانا على وقع الاكتظاظ التام، أو تمديد ساعات العمل حتى قبيل الفجر. يحدث هذا في الوقت الذي تزخر فيه ولاية بسكرة -على سبيل المثال- بالمناطق الساحرة والمعالم الأثرية غير المهتم بها، حيث أن إهمال تطوير بعضها وتحسينه قد جعل منه مناطق سياحية غير جاذبة، وهذه المناطق كثيرة، خاصة المسجد العتيق بمنطقة الرحبة الذي أسس منذ أكثر من 7 قرون ونصف، مسجد خالد ابن سنان العبسي وزاويتي المختارية والقادرية، ضريح حيزية الشهير بسيدي خالد، الآثار الرومانية المهددة بالاندثار بالكاف لصفر، بتراب بلدية أولاد جلال التي أهملت وغرست حولها أشجار النخيل وما أمكن إنباته من المزروعات الأخرى. إلى جانب ذلك هناك معالم أثرية في بلدية ليوة المسماة ب”لقصور” الأثرية والأهرامات الصغيرة الواقعة على ضفاف وادي التل بتراب بلدية البسباس، الزاوية العثمانية بطولقة التي تحتوي على مكتبة تزخر بكتب ثمينة والولي الصالح بمنطقة سيدي زرزور، الذي يتوسط ضريحه الوادي الذي يقسم بسكرة إلى قسمين، مضامير سباق الخيل بمنطقة الدوسن، قنطرة وغوفي بسيدي عقبة، طولقة المعروفة بتمورها الحلوة اللذيذة التي فاق عددها 365 نوعا أهمها دقلة نور المعروفة في السوق الدولية إلى جانب وجود واحات عديدة بكل من أولاد جلال وطولقة وسيدي خالد وغيرها، وكذا معاصر لزيت الزيتون الواقعة بمنطقة فيض لهلال، والتي يقال إنها معاصر تعود إلى عهد الهلاليين الزاحفين من مصر على بلاد المغرب.