على هامش الزيارة التي قادت الأسرة الإعلامية للجنوب آخر ساعة تقف على المعالم السياحية الرائعة لعروس الزيبان مناطق ساحرة وخلابة تبهر السياح والزائرين هي تلك التي تزخر بها بوابة الصحراء الكبرى الملقبة بعروس الزيبان بسكرة والتي وقفت على بعض معالمها الأثرية، التاريخية والسياحية، آخر ساعة خلال الجولة التي قادتها إلى هناك في إطار الرحلة المخصصة لأسرة الإعلام تحت رعاية والي الولاية محمد الغازي وإشراف مديرية الشباب والرياضة للولاية حيث ضمت هذه الجولة زيارات لمناطق عدة منها المدينةالجديدةالعالية، وادي سيدي زرزور، إذاعة بسكرة، ديوان مؤسسات الشباب ببسكرة، مقر الولاية إضافة إلى بعض المناطق الساحرة، واللوحات البديعة التي تميز عروس واحات النخيل منها شرفات غوفي، منطقة مشونش بما فيها متحف العقيد سي الحواس ومؤسسة صنع الأواني الفخارية، كما ضم برنامج الرحلة زيارات لبعض المزارات التاريخية والإسلامية في مقدمتها مسجد سيدي عقبة بن نافع الفهري والزاوية العثمانية المتواجدة ببلدية طولقة.حيث بمجرد ما ركنت الحافلة أمام المدخل الرئيسي لدار الشباب 19 ماي تلقينا ترحابا كبيرا من طرف المدير والعمال أين جمعنا معه اللقاء لشرح برنامج الرحلة التي كانت في المستوى والتي أبهرت أنظارنا وغيرت أفكارنا عن بوابة الصحراء خاصة شرفات غوفي، منطقة مشونش ومنطقة سيدي عقبة والزاوية العثمانية. شرفات غوفي معلم سياحي متميز شرفات غوفي الواقعة جنوب ولاية بسكرة معلم سياحي متميز ليس في الجزائر فحسب بل في العالم ككل تتميز بديكور طبيعي خلاب جعلنا نتصور وكأننا بمنطقة كولو رداو الأمريكية، غير أن هذا الديكور الساحر أكثر تنوعا وجمالا والشيء الذي يبهر السائح أو الزائر لهذه المنطقة السلاسل الصخرية المتواجدة في شكل تموجات بديعة ترتفع من أسفل الوادي بعلو 60 مترا زادتها العوامل الطبيعية جمالا بعد أن حفرت بها أخاديد وبيوتا حجرية بديعة لا تزال آثارها ماثلة للعيان إلى اليوم، إذ تناسقت هذه البيوت الحجرية القديمة المنحوتة في الصخر المرتفع على ضفتي الوادي مع الصخور التي تشكلت بفعل العوامل الطبيعية صانعة بذلك شرفات بديعة يطل منها السائح إلى أسفل الوادي الذي ترتفع على ضفته هامات نخيل باسقة جعلت من المنطقة لوحة فنية جميلة. منطقة غوفي تجمع أجواء الصحراء والجبال والصخور لتشكل لوحة يكتسي جمالها مزيدا من التعبير والسحر أثناء شروق الشمس وغروبها وهي لحظات ساحرة وقفنا عندها في حدود الساعة منتصف النهار أين نزلنا أسفل الوادي وعلى ضفته تناولنا وجبة الغذاء التي كانت لها لذة متميزة ونحن في تلك المنطقة التي تقع جنوب الأوراس على حدود مدينة بسكرة كما تعرف ببوابة الصحراء الجزائرية. قرية غوفي كان سكانها يعيشون على الزراعة كالنخيل والزيتون ويربون المواشي ولاسيما الماعز لكنهم أخذوا يتعلقون بالحياة الحديثة بعد استقلال الجزائر عام 1962 وكانت شرفات غوفي كافية لتحويل المنطقة الفلاحية إلى منطقة سياحية، كما بنى السكان في القرون الماضية بيوتا داخل أخاديد تحولت إلى آثار ومعالم تاريخية حاليا يزورها السياح من كل ولايات الوطن حتى الرسامين الجزائريين والأجانب الذين تنقلوا إليها استوحوا منها لوحات فنية جميلة. تجدر الإشارة إلى أن منطقة غوفي كانت تعيش على السياحة كما يقال عنها أين كانت المحلات التجارية تتواجد على طول الطريق الرئيسي وبرع شبابها في فن التجارة لاسيما النقش على الخشب والنحاس وإبداع تحف تحافظ على أناقة النقش البربري القديم، غير أن هذه المحلات تقلص عددها وهو ما شاهدناه خلال زيارتنا. مشونش/ بلدية البيوت الطينية وصناعة الأواني الفخارية محطة أخرى وقفنا عندها هي بلدية مشونش التي تعد من أقدم البلديات على المستوى الوطني أنشئت سنة 1958، وقد ساهمت في ثورة التحرير الكبرى وقدمت عشرات الشهداء. مشونش تزخر بمشهد رائع يضم جبالا تتناثر عليها أشجار النخيل وبها جداول مياه جارية تشتهر بصناعة الأواني الفخارية وتلفت انتباه الزائر ببيوتها الطينية. توقفنا بها وقطعنا الوادي باتجاه متحف العقيد سي الحواس الذي يخلد ذكرى استشهاده واستشهاد العقيد عميروش ورفاقهما، وعن هذا الأخير فهو بيت صغير وبسيط من الطين به العديد من الغرف تجمع كل واحدة تحفا تذكارية اجتمعت لتكون متحفا للزائرين بها العديد من صور الشهداء، الأواني التقليدية، إضافة إلى مستلزمات نسج الزرابي، منظار سي الحواس والذي بقي كما هو صامدا أمام الزمن، كما وجدنا جوارب وأحذية رفاق العقيدين وبقايا علب الأكل وأشياء أخرى. متحف العقيد سي الحواس عبارة عن بيت يتكون من طابقين، الطابق الثاني به غرفة نومه المتواجد بها السرير الذي كان ينام عليه قبل استشهاده والطابق الأول به ضريح والد الشهيد أحمد بن عبد الرزاق حمودة ، هذا الأخير تجمع به العديد من الثوار ومر به الكثير من العظماء ليتحول اليوم إلى مكان له مآثره جامعا وشاملا لمختلف المستلزمات المتوفرة في أي منزل غير أنها تقليدية وأصبحت تحفة تخلد ذكرى للعقيد سي الحواس وما زاد من جمال المتحف أنه بيت به غرف خاصة بالمبيت، الطبخ والضيافة وغيرها. وكل واحدة بها فعلا ما ترمز له ثم انتقلنا إلى مؤسسة صنع الأواني الفخارية بذات المنطقة أين استضافنا مديرها وطاقمها بصدر رحب.ثم أخذنا لزيارة أجنحة المؤسسة إذ وقفنا على كيفية صنع الأواني مرورا بوضعها في المدفئة وكيفية تلوينها والنقش عليها وصولا إلى الأواني الجاهزة والتي اقتنينا منها بعض الأشياء كذكرى . الجدير بالذكر أننا عندما قمنا بزيارة هذه المؤسسة اكتشفنا كيفية استخراج مادة الطين والتي تجلب في البداية على شكل حجر لتكسر بعدها ويتم وضعها في آلة كبيرة وباستعمال الماء يتم خلطها أين تصبح مادة سائلة ثم تصب في بئر ثم تحول إلى آلة أخرى أين يتم تجفيفها وعصر العجين من الماء وبعد تصبح طينا جاهزا تصنع منه الأواني. المزارات التاريخية والإسلامية التي تزخر بها عروس الزيبان تكتظ ولاية بسكرة بالعديد من المزارات التاريخية والإسلامية ويأتي في مقدمتها مسجد سيدي عقبة بن نافع الفهري الذي يعد أحد أهم معالم الحضارة العربية الإسلامية في شمال إفريقيا بعد مسجد القيروانبتونس وهو المسجد الذي زرناه وارتدينا به الجلباب واستمعنا فيه إلى شيخ الجامع والمتواجد به منذ سنة 1973 والذي روى لنا حكايته منذ أن تأسس، إذ يعتبر هذا الجامع النواة الأولى لبلدية سيدي عقبة، حيث قامت قبيلة أولاد مولات ببناء زاوية في القرن ال 9 للهجري وبعد قرن من الزمن تم انجاز حارة كاملة مقابلة للمسجد سميت "البليدة" ثم بنيت عدة حارات فأصبحت سيدي عقبة وقد وصف العلامة المعروف ابن خلدون هذا المسجد بأنه اشرف مزار في بقاع الأرض والذي أصبح اليوم مركبا إسلاميا بني بهندسة معمارية رائعة، يضم عدة مرافق أهمها المدرسة القرآنية وقاعة صلاة تتسع لنحو 5 آلاف مصلي، مكتب وقاعة محاضرات وغيرها. فمسجد سيدي عقبة هو جامع ومئذنة وضريح، مقسم إلى جزأين المسجد القديم والذي تحول اليوم إلى مزار تاريخي وإسلامي به الباب التذكاري المسمى بباب طيبة الذي يعد أقدم باب في العهد الإسلامي الذي بقي ثمانية قرون يشهد على حضارة راقية خاصة تلك الزخارف البديعة الرائعة التي أعطت طابعا آخر من الجمال وكذا به ضريح عقبة بن نافع الفهري والمسجد الجديد الذي تم إنشاؤه في سنة 1989 والذي يتسع لحوالي 5000 مصلي، أما عن مئدنتة فتعد من بين أقدم المآذن في شمال إفريقيا . زاوية العثمانية صاحبة 1509 مخطوط إسلامي بعضها نادر وبعضها ذهبي أما المحطة الأخيرة لنا بولاية بكرة فكانت الزاوية العثمانية والمتواجدة بمنطقة طولقة أين التقينا بأحد الشيوخ الذي أفادنا بأنها تأسست على طريقة الشيخ سيدي علي بن عمر القاطن بذات المنطقة على الطريقة الرحمانية نسبة إلى سيدي عبد الرحمن الجرجري وهذه الطريقة أخذها على شيخه سيدي علي بن عزوز المدفون بمدينة البرج وبالتحديد ببن عزوز . وقد تأسست هذه الزاوية عام 1780 قبل دخول الاستعمار ب 50 سنة تحتوي حاليا على 1509 مخططات أي كتب مكتوبة باليد تشمل عدة فنون وميادين حتى الطبخ يعود البعض منها لأزيد من 10 قرون ومنها ما هي بالذهب ونادرة وعن مراجع علم التفسير فهي قديمة جدا، حيث أن الخط الذي كتبت به غير منقط وتعد الزاوية العثمانية مرجعا للعديد من الزوايا التي أنشئت على يدها منها زاوية الهامل ببوسعادة، الزاوية المختارية بأولاد جلال ببسكرة إضافة إلى عدة زوايا أخرى هذا وقد تخرج على يدها العديد من الطلبة من حفظة القرآن الكريم الذين يلتحقون بها من مختلف الولايات وحتى من دول أخرى على غرار تونس وفرنسا .وقد كانت لزيارتنا هاته وقفة خاطفة لقسم طلبة حفظة القرآن والذين وجدناهم جالسين وفي أيديهم لوحات بها سور وآيات قرآنية منهمكين في حفظها بأعلى صوتهم . للإشارة يقيم بهذه الزاوية العثمانية فتيان من 16 إلى 18 سنة يحفظون القرآن ويتعلمون أصول دينهم الحنيف. هذا وقد تضمن برنامج هذه الرحلة في البداية والمنظمة من طرف والي الولاية ومديرية الشباب والرياضة بالولاية حيث خصصوا لنا حافلة كبيرة رغم أن عدد الصحفيين لا يتعدى ال 7 تنقلنا أينما شئنا إضافة إلى الإقامة حيث قمنا بزيارة إلى ديوان مؤسسات الشباب حاليا والذين كان إبان الفترة الاستعمارية على أساس إقامة خاصة بأحد قياديي العرب المعروف ب بوعزير بن قانة ثم نقلت ملكيته إلى قطاع الشباب والرياضة سنة 1964 أين كانت بسكرة تابعة إلى ولاية باتنة واستغلت كمركز للطفولة ومنها إلى دار للشباب سنة 1974 ثم أصبحت بيتا للشباب سنة 1978 (AUBERGE) لتستغل بعدها كمركز إعلام وتنشيط للشباب سنة 1990 وهي بناية من الحجر وتبرز العمارة التركية وغيرها من المناطق الرائعة والتي اكتشفنا من خلالها أن بسكرة بلد الجود والضيافة وهو ما بدى جليا في الاستقبال الرائع أينما توجهنا ويرجع الفضل في ذلك إلى مدير دار الشباب 19 ماي الذي كانت له وقفة متميزة حيالنا .هذا وقد واصلنا الرحلة نحو وادي سوف أو ما يعرف بمدينة الألف قبة والتي وقفا على بعض معالمها ومميزاتها من عادات وتقاليد ولباس وغيرها من المعالم التي تزخر بها المنطقة. من مبعوثنا إلى بسكرة "عمارة فاطمة الزهراء"