سارع كل من علي بن فليس زعيم طلائع الحريات، وجيلالي سفيان رئيس جيل جديد، إلى عقد لقاء بينهما تحسبا للمحليات المقبلة المقررة نوفمبر المقبل، بعد أن شتتهما الانتخابات التشريعية الماضية، بعد فضّ تكتل المعارضة المنضوي تحت لواء هيئة التشاور والمتابعة. منذ أن أعلن زعيما حزبي طلائع الحريات وجيل جديد عن قرارهما عدم المشاركة ومقاطعة الانتخابات التشريعية الماضية، يبدو أن التخطيط لرئاسيات 2019 أغرت المقاطعين، حيث سارعا إلى عقد لقاء بينهما مؤخرا ببيت طلائع الحريات من أجل دراسة الأمر والاتفاق على الترتيبات الواجب اتخاذها قبل إعلان مشاركتهما الرسمية نهاية أوت الجاري. قالت مصادر موثوقة ”للفجر” أن الانتخابات المحلية جمعت الرجلين تحت سقف واحد، من جديد بعد أن فرقتهما التشريعيات الماضية في ظل زوال الإطار الذي كان يجمع المعارضة وهي هيئة التشاور والمتابعة التي أطلقت عليها رصاصة الرحمة من قبل زعماء المعارضة بعد الخلاف الذي ظهر بينهم حول المشاركة في تشريعيات 4 ماي الماضي، وأشارت ذات المصادر أن علي بن فليس بحث موضوع المحليات مع جيلالي سفيان، الذي يكون قد قرر المشاركة فيها بنسبة كاملة تقريبا ليبقى الإعلان عن القرار نهاية أوت موازاة وانعقاد اجتماع اللجنة المركزية المقرر يوم 26 أوت الجاري بالنسبة لحزب طلائع الحريات ويوم 28 أوت بالنسبة لجيل جديد، إضافة إلى انعقاد المجلس الوطني للحزب. وبهذا يكون رئيس الحكومة الأسبق قد دشن عودته إلى الساحة السياسية استعدادا لوضع قدم في الرئاسيات المقبلة، حيث نقلت مصادرنا عن بن فليس قوله أنه ”يعمل على تحفيز المناضلين على مستوى الولايات من خلال تنصيب اللجان، استعدادا للحدث السياسي الأهم الذي يخوضه المرشح لرئاسيات 2014 منذ تأسيسه للطلائع سنة 2015. من جهة أخرى أفادت ذات المصادر أن حزب جيل جديد يكون هو الآخر قد قرر المشاركة في المحليات قبل أن يعلن عن ذلك رسميا في اجتماع المكتب الوطني المقرر نهاية أوت الجاري. وفي الموضوع يكشف نائب رئيس جيل جديد اسماعيل سعيداني ”للفجر” عن عزم الحزب الدخول في معترك المحليات لكن قيادته لن تفصل إلا بعد عقد اجتماع المجلس الوطني أواخر أوت الجاري، وهذا لعدة اعتبارات أولها ذهاب الوزير الأول عبد المالك سلال من على رأس الجهاز التنفيذي والذي حسبه كان السبب في مقاطعتهم للتشريعيات الماضية، وما حفزهم أكثر مجيئ الوزير الأول عبد المجيد تبون الذي حمل معه قرارات لاقت ترحابا كبيرا من قبل الحزب، رغم الزوبعة التي أثيرت حوله مؤخرا يقول محدثنا. هذا وكان بن فليس، قد وضع شروطا للمشاركة في الاستحقاقات المقبلة منها توفير أجواء إجراء انتخابات نظيفة، فمرشح رئاسيات 2014 يريد تعزيز قاعدته الشعبية تحسبا للسباق الرئاسي لسنة 2019. هذا وكان حزب طلائع الحريات قد قاطع تشريعيات الرابع ماي الفارط بحجة أن مشاركته ليس منها فائدة في ظل الاستمرار في تكريس سياسة الأمر الواقع وتوزيع الكوطات على الأحزاب -حسبه- وهو الخيار الذي حظي بموافقة 297 عضوا من اللجنة المركزية.