يحل اليوم رئيس بعثة الدعم الأممية إلى ليبيا غسان سلامة بالجزائر في زيارة عمل تستغرق يومين في سياق التشاور حول جهود تطبيق الحلول السياسية في ليبيا. وهي الزيارة التي تشمل مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل ومع شخصيات جزائرية سامية حول ”الوضع في ليبيا على ضوء التطورات الأخيرة التي شهدها البلد والجهود المبذولة في إطار تطبيق الحل السياسي الذي بادرت به الأممالمتحدة ، والذي يهدف إلى الحفاظ على سيادتها وسلامتها الترابية ووحدتها وتلاحم شعبها. كما سيتم التطرق إلى أهمية استعادة الأممالمتحدة لدورها الأساسي في قيادة النقاشات بين الأطراف الليبية، وكذا ملف الاستحقاقات القادمة على الصعيدين الدولي والإقليمي من أجل التوصل إلى حل دائم للأزمة التي تشهدها ليبيا إلى جانب استتباب السلم والأمن والاستقرار وفقا لما أعلنته وزارة الخارجية بشان الزيارة. ويرتقب أن يطرح اللقاء أفكارا حول الخطوات المقبلة لتقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة الليبية، لاسيما وأن الجزائر شرعت في الترتيب لاحتضان جولة من المباحثات والنقاشات المفتوحة بين مختلف مكونات المشهد السياسي الليبي ما عدا التشكيلات الإرهابية المصنفة من قبل الأممالمتحدة. وتعتبر الزيارة الأولى من نوعها للمبعوث الأممي الجديد غسان سلامة إلى الجزائر، الذي اشتهر بإدارته جلسات حوار بين الفرقاء الليبيين في إطار جهود ”الحوار الإنساني” أو ما كان أساساً باسم مركز ”هنري دونان”، الذي كان يتبع الصليب الأحمر الدولي ويعمل حالياً في شكل مستقل. وتطالب الجزائر بأن تنصب جهود الدول لحل الأزمة الليبية سياسيا، وتعتبر غير ذلك خطوة للتدخل الخارجي وتشويشا على الاتفاق السياسي الموقع في 17 ديسمبر 2015 وقد أكد الوزير مساهل في وقت سابق ”تعلمون أن كل الشخصيات الليبية زارت الجزائر، ولا زالت لحد الساعة تطلب زيارتها والجزائر لا تقوم بدبلوماسية استعراضية”. ومن المتوقع أن يسعى مبعوث الأممالمتحدة ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا غسان سلامة، إلى الدعوة لإعداد خطة أو خريطة طريق في ليبيا قد تشتمل على دعم الأممالمتحدة لمشروع الدستور الذي أقرته الهيئة التأسيسية في 29 جويلية الماضي، والانتخابات اللاحقة التي دعت لها قوى إقليمية ودولية توسطت بين أطراف الأزمة في البلاد.