يشرع الممثل الخاص الجديد للأمين العام الأممي ورئيس بعثة الدعم الأممية إلى ليبيا غسان سلامة ابتداء من السبت المقبل، في زيارة عمل إلى الجزائر في إطار "مواصلة التشاور والاتصالات المنتظمة" بين الجزائر وهذه البعثة حسبما أفاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية. وأوضح المصدر أن سلامة سيتحادث خلال هذه الزيارة التي تدوم يومين مع وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل ومع شخصيات جزائرية سامية. وستدور هذه المحادثات، لاسيما حول "الوضع في ليبيا على ضوء التطورات الأخيرة التي شهدها البلد والجهود المبذولة في إطار تطبيق الحل السياسي الذي بادرت به الأممالمتحدة الذي يهدف إلى الحفاظ على سيادتها وسلامتها الترابية ووحدتها وتلاحم شعبها". كما سيتم التطرق إلى "أهمية استعادة الأممالمتحدة لدورها الأساسي في قيادة النقاشات بين الأطراف الليبية". وخلص البيان إلى أن جدول أعمال المناقشات سيشمل أيضا "الاستحقاقات القادمة على الصعيدين الدولي والإقليمي من أجل التوصل إلى حل دائم للأزمة التي يشهدها هذا البلد الشقيق والجار إلى جانب استتباب السلم والأمن والاستقرار". وكشف مصدر دبلوماسي جزائري أن "اللقاء من المنتظر أن يطرح أفكارا حول الخطوات المقبلة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء" وتابع أن "الجزائر شرعت في التحضير لاحتضان جولة من المباحثات والنقاشات المفتوحة بين مختلف مكونات المشهد السياسي الليبي". وأعرب المتحدث عن "استعداد الجزائر تقاسم تجربتها في مسعى المصالحة الوطنية مع الأشقاء الليبيين"، مؤكدا أن "الجزائر لم تدخر أي جهد في تخفيف معاناة الشعب الليبي عبر المعونات الإنسانية المتواصلة وبخاصة لفائدة سكان المناطق الحدودية". كما شدد على أهمية السعي الدؤوب على غرار ما قامت به الجزائر منذ 2012 لتشجيع توسيع الحوار الوطني الليبي والتواصل مع جميع الأطراف الفاعلة، لاسيما تلك التي لها تأثير في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية وكذا العسكرية من أجل التوصل إلى توافق أوسع ما يكون كفيلا باستقطاب أغلبية أطراف ومكونات المجتمع الليبي. وشدد المصدر على أنه لا بديل عن الحل السياسي في إطار الحوار الليبي-الليبي دون إقصاء ما عدا التشكيلات الإرهابية المصنفة من قبل الأممالمتحدة، مشيرا إلى ضرورة أن تقوم الهيئة الأممية بمرافقة هذا الحوار السياسي حتى تتمكن ليبيا من تجاوز هذه الأزمة التي تعصف بها منذ 2011.