كشف مدير مؤسسة الجزائرية للمياه في ولاية عنابة عبد الحليم طبوش، أن أسباب أزمة تزويد المواطنين بمياه الشرب تعود للانخفاض المهول لنسب المياه بسد الشافية، والتي بلغت الخمسين بالمائة، الأمر الذي حتم اتخاذ إجراءات التقتير في توزيع مياه الشرب. أضاف مدير مؤسسة الجزائرية للمياه عبد الحليم طبوش، أن التذبذب في تزويد حنفيات منازل سكان الولاية سيستمر إلى غاية انقضاء موسم الصيف وحلول فصل الشتاء، الذي سيشهد - حسبه - ارتفاعا بمنسوب المياه في السدود وخصوصا سد الشافية الذي يزود كامل الولاية بهذه المادة الحيوية. وأضاف ذات المتحدث أن تفاقم المشاكل المالية للمؤسسة ساهم بشكل مباشر في تعطيل وعرقلة مشاريع الصيانة والتهيئة لشبكات توزيع المياه عبر كامل بلديات الولاية، حيث تعرف هذه الأخيرة عدة نقاط سوداء نتيجة التلف المستمر للقنوات الرئيسية لتوزيع مياه الشرب بها، غير أن الإمكانيات المالية وقفت حجر عثرة أمام إقامة ورشات التهيئة والصيانة، علما أن ديون المؤسسة لدى زبائنها من أشخاص عاديين ومؤسسات اقتصادية بلغت 200 مليار سنتيم، كفيلة بتغطية نفقات مختلف أشغال الصيانة و التهيئة عبر 12 بلدية في الولاية، في الوقت الذي تعتبر المؤسسة مستقلة عن أي هيئة أخرى ومطالبة بإيجاد مصادر تمويلها المالي، وهي المهمة التي رهنت عشرات المشاريع المحتاجة لأغلفة مالية مهولة من أجل انجازها سعيا لتحسين خدمات الجزائرية للمياه. وأكد المتحدث مرة أخرى أن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي تسببت في تعطيل عمل المضخات على مستوى خزانات التوزيع، وبالتالي التسبب في ظاهرة تذبذب توزيع مياه الشرب التي تفاقمت بشكل كبير السنة الجارية خلافا للسنوات السابقة، الأمر الذي استدعى اتخاذ إجراءات تأهيل عديد الآبار من أجل تخفيف حدة أزمة المياه في ولاية عنابة المعروفة بينابيعها الطبيعية المنتشرة على الخصوص عبر بلديات شطايبي وسرايدي، غير أن فضائح تبديد المال العام التي طالت مؤسسة توزيع مياه الشرب في عنابة سابقا وسوء التسيير، انعكس بشكل سلبي للغاية على نشاط هذه الأخيرة التي وجدت نفسها محل سخط من سكان عنابة مؤخرا جراء موجة العطش التي تستمر إلى أجل غير مسمى بعد، بل تزداد خطورة خصوصا في الفترة الحالية أين لم تعرف حنفيات سكان غالبية بلديات الولاية المياه منذ أكثرمن أسبوع كامل، وهو الأمر الذي كان وراء انفجار عديد الاحتجاجات بخروج المواطنين للطرقات والقيام بقطعها في هذا الشأن، تدخل عناصر الدرك والحماية المدنية على السواء من أجل وقف الاحتجاجات و لقيام بعمليات إخماد النيران التي تم إضرامها في جذوع الأشجار والعجلات المطاطية تنديدا بالوضع المزري الذي تتخبط فيه الولاية منذ بداية الصائفة الجارية.