استنجدت مديرية الري ومصالح مؤسسة توزيع وتطهير المياه سياتا ب15 ألف متر مكعب من مياه الآبار، لتغطية عجز التزويد بمياه الشرب الذي يشهد تذبذبا كبيرا دفع بسكان بلديات البوني، سيدي عمار وبرحال، للخروج في احتجاجات صاخبة مطالبة بمياه الشرب التي انقطعت عن الحنفيات لأكثر من أسبوع كامل في موسم الحر والقيض في عنابة. وما يرجح في ارتفاع وتيرة هذا التذبذب، اعتزام مصالح شركة ”السياتا” تجديد أكثر 120 كلم من قنوات مياه الشرب وسط المدينة، غالبيتها مهترئ، يستدعي القيام بهذه العملية غير أن عدم ضبط برنامج واضح وصارم يحترم ساعات التزويد بمياه الشرب، يقف وراء ارتفاع موجة غضب زبائن هذه المؤسسة، التي تبقى نقطة سوداء في سجل المؤسسات الخدماتية في الولاية، حيث اشتكى سكان عنابة وكانوا قد استفسروا عن انبعاث روائح أتربة حادة من المياه التي تسيل بحنفياتهم، لتتم طمأنتهم أن هذه المياه صالحة للشرب ولاتحتوي أي بكتيريا أوميكروب يذكر. غير أن هذه التطمينات لم توقف التهافت الكبير للمواطنين على شراء المياه المعدنية بمختلف أنواعها، ولجوء غالبية السكان للمنابع الطبيعية المنتشرة عبر بلديات شطايبي، وسرايدي، لجلب مياه أثبتت مخابر التحليل أن مياههما ممتازة ونظيفة لا تحتوي أي نوع من أنواع البكتيريا، بل وغنية بمختلف المواد المعدنية المفيدة للجسم ناهيك عن مذاقها الحلو وبرودتها الشديدة. ورغم الانتقادات اللاذعة التي تتلقاها سياتا عنابة من طرف المسؤولين الولائيين وحتى من قبل وزير الموارد المائية في آخر زيارة له، غير أن مستوى خدماتها لم يتحسن بعد بالنظر للممارسات العشوائية التي يتم إتباعها في عمليات التزويد بمياه الشرب، نتيجة الانقطاعات المتكررة وغير مضبوطة المواعيد لمياه الشرب، هذا ناهيك عن إما التماطل في تصليح أعطاب تسربات مياه الشرب، على غرار حي الجسر الأبيض الذي كان قد عرف تدخل مصالح سياتا بالقيام بعمل غير منتهي وغير متقن لتصليح عطب في إحدى قنوات مياه الشرب الرئيسية، لازال على حاله إلى غاية اليوم، علما أن آلاف الأمتار المكعبة للمياه تضيع سدى يوميا، أو نتيجة عدم القيام بمهام تهيئة وتجديد قنوات مياه الشرب في وقتها المحدد، وتنظيم عملية تنقل صهاريج مياه الشرب عبر الأحياء والأزقة، خصوصا في وسط المدينة التي لازالت بعض آثار أشغال ”السياتا ”على حالها لليوم، ما يحول في كثير من الأحيان هذه المناطق لأكوام من الطين والأتربة.