توج الفيلم الجزائري الروائي الطويل ”حكايات قريتي” لكريم طرايدية بالجائزة الكبرى في الدورة الرابعة لمهرجان السينمائيات الإفريقية ”أفريكلاب” بتولوز في فرنسا.وحاز فيلم طرايدية على هذه الجائزة مناصفة مع فيلم ”والاي” للمخرج البوركيني بيبيرنيغولدبا، ومنحت لجنة تحكيم هذا المهرجان التي ضمت المخرج الجزائري حميد بن عمرة تنويها خاصا للمخرج المغربي جواد غالب عن عمله ”المتمردة”. وفي فئة الفيلم الروائي القصير التي عرفت بدورها مشاركة العملين الجزائريين ”الموجة” لعمار بلقاسمي و”حديقة التجارب” لدانيا ريموند،توج فيلم ”La face cachée du père Noël” للوران بونتاليون من جزيرة رينيون بالجائزة الكبرى فيما حاز ”برويطة” للتونسية جزيري سناء بتنويه خاص من لجنة التحكيم. وأما في مسابقة الفيلم الوثائقي التي لم تتضمن أي فيلم جزائري، فقد فاز بجائزتها الكبرى الفيلم الغابوني ”الإفريقي كان يريد أن يطير” ”L'africain voulait voler” لسامنتا بيفور. ويهدف مهرجان السينمائيات الإفريقية ”أفريكلاب”، الذي تنظمه منذ 2014 مؤسسة ”أفريكلاب”، إلى ترقية السينما الإفريقية والتعريف بها. وللإشارة، شارك فيلم المخرج الهولندي الجزائري الأصل كريم طرايدية ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي، كما توج بجائزة التحكيم للدورة الثالثة من مهرجان السعيدية السينمائي ”سينما بلا حدود” بالمغرب المنعقدة من 23 إلى 27 أوت المنصرم، وها هو يتوج مرة أخرى بالجائزة الكبرى لمهرجان السينمائيات الإفريقية بفرنسا، ونذكر أن الفيلم عرض مرة واحدة بالجزائر وكان ذلك بمهرجان عنابة. وتكلفة الفيلم وصلت إلى مليون و800 ألف يورو، حيث تم إنتاجه في الجزائر بمناسبة مرور 50 عامًا على الاستقلال. تجدر الإشارة إلى أن طرايدية درس علم الاجتماع في باريس، ثم انتقل إلى هولندا عام 1979، حيث التحق بأكاديمية الفنون ودرس السينما، وإضافة إلى الإخراج فطرايدية أيضا ممثل شارك بالتمثيل في خمسة أعمال تلفزيونية. وبعد أن أخرج فيلما قصيرا هو ”احتضار” (1993) أخرج فيلمه الروائي الطويل الأول ”العروس البولندية” (1998) الذي رشح لجوائز الكرة الذهبية ”غولدن غلوب”، وفيه يروي قصة تدور حول فتاة بولندية نجحت في التسلل إلى هولندا كلاجئة، لكنها وجدت نفسها مطاردة من قبل عصابة تعمل في تجارة الرقيق الأبيض، لكنها تهرب إلى قرية، حيث تلتقي بمزارع هولندي قليل الكلام، متحفظ، وهناك تنمو بينهما بالتدريج علاقة عاطفية. وفي فيلمه التالي ”الناطقون بالحقيقة” (2000) عاد طرايدية مجددا ليلمس موضوع اللجوء والهجرة إلى الغرب من خلال شخصية صحافي جزائري (يقوم بدوره الممثل سيد علي أڤومي). أما ”وقائع قريتي” فيتضح من البداية أنه ينتمي إلى سينما ”السيرة الذاتية”، وفيه يستمد طرايدية الكثير من ذكرياته الخاصة، من طفولته في زمن الاستعمار الفرنسي للجزائر، ويروي عن أسرته، عن أمه ووالده وجدته العجوز، عن زملائه في المدرسة وكيف كانوا ينظرون إليه ويتعاملون معه كونه كان يختلف كثيرا عنهم، عن علاقة الصداقة التي نشأت بينه وبين ضابط شاب في الجيش الفرنسي، كان يبدي شعورا إنسانيا نحوه بالحب والفهم والحنان الذي ربما كان يمثل له في البداية تعويضا نفسيا عن غياب الأب، أما الأب فكان قد ذهب إلى الجبال، حيث التحق بصفوف جيش التحرير.