أقدم جيش ميانمار ومليشيات بوذية بمنع عدد من منظمات الإغاثة الدولية من العمل لتوفير المساعدات الإنسانية لمسلمي الروهينغا في إقليم أراكان غرب البلاد. ونقلت ”الغارديان” البريطانية في تقرير نشرته، يوم الإثنين، عن مكتب تنسيق الأممالمتحدة في ميانمار إن السلطات لم تسمح لكافة المنظمات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة، فضلاً عن أكثر من 16 منظمة دولية أخرى، للعمل في أراكان. وأوضحت أن المنظمات المذكورة اضطرت إلى تعليق إرسال المساعدات الإنسانية الأساسية كمياه الشرب والأطعمة والمستلزمات الطبية، إلى الإقليم. وأشارت أن الأممالمتحدة تسعى جاهدة إلى التواصل مع سلطات ميانمار من أجل البدء من جديد في إرسال المساعدات إلى عشرات الآلاف من مسلمي الروهينغا النازحين. وفي السياق، أطلق ناشطون حقوقيون حول العالم، عريضة عبر موقع ”أفاز” الشهير للمطالبة بسحب جائزة نوبل من، أون سان سو تشي، مستشارة الدولة في ميانمار، بسبب صمتها عما تتعرض له أقلية الروهينغا المسلمة من اضطهاد، في ولاية راخين، شمال غرب البلاد. بعد ما تناولت الصحف أخبار مسلمي الروهينغا وما يعانوه من تعذيب، تزايدت التساؤلات حول دور أون سان سو تشي. وتجاوز عدد الموقعين على العريضة، صباح أمس، 24 ألف. ويسعى الموقعون إلى إقناع لجنة نوبل بالتراجع عن ”تكريم سيدة لم تندد على نحو صريح بما ارتكبه جيش بلادها”. وتسببت أعمال العنف، التي اندلعت في إقليم أراكان، إلى فرار ما يقرب من 90 ألف من مسلمي الروهينغا إلى بنغلادش دون بادرة على تراجع حدتها، وتمثل معاملة الأغلبية البوذية في ميانمار للروهينغا المسلمين، الذين يبلغ عددهم 1.1 مليون نسمة، التحدي الحقوقي الأكبر لسو تشي. وتضيف العريضة أن الأمر لا يقف عند الصمت، بل إن مكتب المستشارة التي طالما اعتبرت أيقونة نضالية، عاتبت نساء الروهينغا اللائي اشتكين الاغتصاب، واتهمتهن باختلاق القصص. وقالت المستشارة أثناء حديث لها مع شخصية دينية في مدينة رانجون، جنوب البلاد، في فبراير الماضي، إن المجتمع الدولي يضخم قضية مسلمي الروهينجا. كما اتهم مكتب زعيمة ميانمار المنظمات الإغاثية بمساعدة ”الإرهابيين” في إقليم راخين، في إشارة إلى المتمردين المسلمين في تلك الولاية. وحصلت سوتشي على جوائز دولية رفيعة، وتوجت بنوبل سنة 1991، تقديرًا لما قامت به في معارضة النظام السياسي ببلادها، وتعرضها للإقامة الجبرية طيلة أعوام بسبب دعواتها إلى إرساء حكم ديمقراطي. ويرتكب جيش ميانمارمنذ يوم 25 أوت انتهاكات جسيمة ضد حقوق الإنسان شمال إقليم أراكان، تتمثل باستخدام القوة المفرطة ضد مسلمي الروهينغا، حسب تقارير إعلامية. يُذكر أن برنامج الغذاء العالمي أعلن السبت وقفه لأنشطته الإغاثية في إقليم أراكان خشية تعرض موظفيه لمخاطر من الناحية الأمنية خلال عملهم.