حل أمس الماريشال الليبي خليفة حفتر، في تونس في أول زيارة رسمية من نوعها إلى البلاد بدعوة من الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، لبحث تطورات الأزمة الليبية وأفاق الحل السياسي وسط مطالبات تونسية بعدم تفويت فرص ذهبية في الاتفاق مع الجزائريين على تجسيد المصالحة. وسبقت زيارة حفتر إلى تونس محادثات هاتفية مع السبسي قبل أشهر، حيث سعى اللقاء إلى بحث إمكانية عقد اجتماع بين حفتر ورئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج في تونس، لدعم جهود الأممالمتحدة لحل الأزمة. وسيبدأ في تونس في 26 سبتمبر الجاري جلسات بين أطراف الحوار الليبي لبحث صيغة لتعديل اتفاق الصخيرات السياسي الذي وقع بين الأطراف الليبية في المغرب في ديسمبر 2015. ويسود خلاف بين حفتر، الذي يسيطر على الجزء الشرقي من ليبيا، وحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج في طرابلس غرب البلاد، بشأن عدد من بنود هذا الاتفاق. وتقدمت تونس ومصر والجزائر بمبادرة ثلاثية لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، تقوم على استبعاد أي حل عسكري والوصول إلى تسوية شاملة عبر مقترحات توافقية لتعديل اتفاق الصخيرات. وعلق عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان التونسي عماد الدايمي امس انه ليسوا ضد استقبال خليفة حفتر كطرف من أطراف الأزمة الليبية في تونس للاستماع إلى وجهة نظره وإبلاغه وجهة نظر تونس الحريصة على السلام والوئام في الشقيقة ليبيا وعلى دعم الحل السياسي الليبي الليبي بعيدا عن تدخل القوى الإقليمية الطامعة في التموقع بشكل طويل المدى في القطر الشقيق من أجل مصالحها وعلى حساب مصالح الشعب الليبي. وأبدى النائب البرلماني التونسي أنهم مع الأمل أن تقوي هذه الزيارة دور تونس كوسيطة في المصالحة بين الأطراف الليبية، بعد أن أهدر السبسي وحكوماته فرصا ذهبية في رعاية تلك المصالحة خلال السنوات الماضية بالتنسيق مع الأشقاء الجزائريين. ولكنه شدد أن المطلوب من الدبلوماسية التونسية أن تكون صارمة مع حفتر في 3 مواضيع وهي موضوع رمزي ويتمثل في ضرورة رفض استقباله بلباس عسكري أسوة بما فعلته الجزائر الشقيقة أثناء زيارته إليها في ديسمبر الماضي، حيث ”أبلغته رغبتها في أن يُجري لقاءاته بالمسؤولين الجزائريين بلباس مدني”. كما دعت إلى التشديد على رفض أن يكون له أي تدخل في الشأن التونسي وأي دعم مالي أو استخباراتي أو غيره مع أي جهة تونسية، بعد الزيارة المعلنة التي قام بها في فيفري الماضي محسن مرزوق وعدد من قيادات مشروع تونس إلى بنغازي، والأحاديث المتواترة على تنسيق متزايد بين الجهتين المرتبطتين بالأجندة الإماراتية في المنطقة مع النظام المصري. كما طالب بكشف الحقيقة كاملة حول مصير الصحفيين التونسيين المختطفين في ليبيا سفيان الشورابي ونذير القطاري منذ سبتمبر 2014، بعد ورود معلومات متواترة عن احتجازهما في احد معسكراته شرق ليبيا.