أعلنت خلية الإعلام الحربي التابعة للقوات العراقية أنّ القوات الامنية، الاثنين، تمكنت من بسط سيطرتها على مناطق واسعة من كركوك، في إطار ما أسمتها ”عملية فرض الأمن في كركوك”، وذلك بعد ساعات من بدء التقدم داخل المحافظة؛ بينما أكدت قوات البشمركة الكردية أنها صدت محاولات التقدم. ونقلت قناة السومرية نيوز عن مصدر امني: ” جهاز مكافحة الارهاب والفرقة المدرعة التاسعة للجيش العراقي والشرطة الاتحادية تمكنت من بسط سيطرتها على مناطق واسعة من كركوك”، مبينا ان ”ذلك تم من دون اية مواجهات مع قوات البيشمركة المتواجدة بالمحافظة”. واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، ان ”قوات تابعة لهيئة الحشد الشعبي تحت قيادة العمليات المشتركة، تقوم بمساندة القوات المسلحة خارج كركوك”. وأفيد أنّ ”عملية فرض الأمن في كركوك”، أدت حتى الآن إلى السيطرة على معبر جسر خالد، وطريق الرياض مكتب خالد، ومعبر مريم بيك، وطريق الرشاد مريم بيك. وأن القوات العراقية سيطرت أيضا على الحي الصناعي وتركلان وناحية يايجي، بالإضافة إلى ”منشأة غاز الشمال ومركز الشرطة ومحطة توليد كهرباء كركوك ومصفى بجانب منشأة الغاز”. من جهته، قال مجلس أمن إقليم كردستان العراق في بيان إن القوات العراقية والحشد الشعبي تقدمت ليل الأحد، من طوزخورماتو في جنوبكركوك ”في عملية كبيرة، ومن عدة جوانب، بهدف دخول المدينة والاستيلاء على قاعدة كي1 وحقول النفط”. وأضاف البيان أن تلك القوات هاجمت البشمركة من جبهتين في تقاطع تازةكركوك وجسر مريم بيك في جنوبكركوك باستخدام معدات عسكرية أميركية، وأنه تم نشر قوات كبيرة في تقاطع مكتب خالد بجنوب غرب كركوك. وأصدر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أمس، بياناً وصف فيه العملية بأنه ا رد على رغبة الكورد بإقامة دولة مستقلة، ودعا قوات البيشمركة إلى ”أداء واجبها تحت القيادة الاتحادية”. وبدأت القوات العراقية والحشد الشعبي معززة بمختلف الآليات والصنوف، في وقت متأخر من مساء الأحد بالتقدم صوب مدينة كركوك. وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي وجه القوات العراقية ، مساء الأحد، بالتوجه نحو محافظة كركوك للسيطرة عليها وفرض الأمن فيها. وقال مستشار رئيس إقليم كوردستان، هيمن هورامي، على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي ” فيسبوك”، إن ”الرئيس البارزاني وجّه قوات البيشمركة بعدم المبادرة الى القتال”، مشيراً إلى أن ”البارزاني أعطى الضوء الأخضر لقوات البيشمركة بإطلاق النار على أي قوة تتقدم نحوها”. ونقلت شبكة روداوو الكوردية أنّ الاشتباكات التي اندلعت في الحي الصناعي بكركوك بين قوات البيشمركة من جهة، ومسلحي الحشد الشعبي والجيش العراقي من جهة أخرى، أسفرت عن مقتل 15 مسلحاً من الحشد الشعبي، وأضاف أن ”15 مسلحاً قُتلوا في الاشتباكات، ولا تزال جثثهم في الشوارع”. وأضاف المصدر أن ”الاشتباكات أسفرت كلك عن تدمير 7 آليات عسكرية تابعة للحشد الشعبي والجيش العراقي”. علاوي: العبادي يتفرّد في القرارات اتجاه الإقليم واتهم نائب الرئيس العراقي، إياد علاوي، رئيس الوزراء ، حيدر العبادي، بالتفرد في القرارات المتخذة تجاه إقليم كوردستان. وأكد علاوي اعتراضه على إجراءات العبادي تجاه اقليم كوردستان، وقال ”أنا غير مؤيد للسلطة الاتحادية في إجراءاتها الأخيرة ضد كوردستان ”. لافتاً إلى أن ”كتلة الوطنية النيابية التي يتزعمها لم تصوّت على تلك الإجراءات ولم تصوّت على تفويض البرلمان للعبادي باتخاذها”، مشيرا إلى أن ” أي قوة سياسية لا تعلم بهذه الاجراءات التي اتخذها العبادي بحق كوردستان باستثناء دائرة حزب الدعوة التي ينتمي اليها”. وقال علاوي في مقابلة صحفية: ”طلبت موعداً مع العبادي ولم يعطِ الموافقة حتى الآن، وبعثت إليه رسالتين لطلب اللقاء وحتى الآن لم يرد على طلبي”.، وبيّن ”اذا لم يتشاور العبادي مع أحد في اتخاذ هذا القرار فيعتبر انفراداً وليست مشاركة”، وقال مؤكداً ”أنا أدعم العبادي على الصعيد الدولي والاقليمي والمحلي وانا لست ضده ولكن بوجود الشراكة الوطنية وليست المحاصصة”. وشدد علاوي على ضرورة عدم اللجوء القوة العسكرية في حل الأزمة مع أربيل وأعرب قائلا: ”يجب أن لا يستخدم العبادي القوة ولا يجوز استخدامها بحق شعبه”، داعياً إلى ”حل موضوع آبار النفط عبر الحوار لأن جميع القادة الكورد مع حل الأزمة سلمياً كما أكدوه لي خلال مشاركتي في مراسم عزاء الطالباني”. وفي السياق طالبت وزارة الدفاع الأمريكية ”البنتاغون” القوات العراقية وقوات البيشمركة بتجنب القيام بأعمال تصعيد جديدة، مشيرة إلى أنها ”تعارض التحركات المزعزعة للاستقرار والتي تشتت الانتباه عن محاربة تنظيم داعش”. وأكدت البنتاغون أن واشنطن ”ما زالت تدعم العراق الموحد”، لافتة إلى ”أنها ترى أن الحوار هو أفضل خيار لنزع فتيل التوترات.” وقالت لورا سيل المتحدثة باسم البنتاغون ”على الرغم من قرار حكومة كوردستان العراقية المؤسف بإجراء استفتاء من جانب واحد مازال الحوار هو أفضل خيار لنزع فتيل التوترات الحالية والمشاكل القائمة منذ فترة طويلة بمقتضى الدستور العراقي”. ودعت البنتاغون كافة الأطراف في المنطقة على التركيز على التهديد المشترك الذي يمثله تنظيم داعش وتفادي تأجيج التوترات بين الشعب العراقي.”