أبدى الرئيس الأسبق جيمي كارتر (93 سنة) رغبته في زيارة كوريا الشمالية ولقاء المسؤولين هناك، ممثلا للإدارة الأمريكية الحالية، للمساعدة في نزع فتيل الأزمة المستعرة، بحسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز على موقعها الإلكتروني، يوم أمس. وقال كارتر للصحيفة خلال مقابلة أجريت معه في مزرعته في ولاية جورجيا، عندما سئل عما إذا كان الوقت قد حان لإطلاق مهمة دبلوماسية أخرى وعما إذا كان من الممكن أن يفعل ذلك للرئيس ترامب، أجاب كارتر قائلا: ”نعم، سأذهب”. وأضاف كارتر إنه تحدث مع مستشار الأمن القومي إتش آر مكماستر، وهو صديقه، لكنه لم يتلق ردودا إيجابية. ونقلت الصحيفة عن كارتر ”قلت له إني على استعداد إذا ما احتاجوني في أي وقت”. وردا على سؤال عن أن البعض في واشنطن تقلقهم الحرب الكلامية بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، قال كارتر: ”أنا أيضا أخشى من تفجر الوضع”. وتابع ”يريدون إنقاذ نظامهم. ونحن نبالغ جدا في تقدير نفوذ الصين على كوريا الشمالية. خاصة على كيم” الذي ”لم يسافر حتى الآن إلى الصين على حد علمي”. وأضاف ”وليس لديهم علاقات. كيم جونغ إيل سافر إلى الصين وكان قريبا جدا منهم”، في إشارة إلى الزعيم الكوري الشمالي الراحل، والد الزعيم الحالي. ووصف كارتر الزعيم الكوري الشمالي بأنه ”لا يمكن توقع أفعاله”، وعبر عن قلقه من أن كيم قد يقدم على تصرف استباقي إذا ما اعتقد أن ترامب سيتحرك ضده. وأبدى اعتقاده بأن كيم ”يمتلك الآن أسلحة نووية متقدمة قادرة على تدمير شبه الجزيرة الكورية واليابان، وبعض المناطق الأمريكية النائية في المحيط الهادئ، وربما بعض المناطق في برنا الرئيسي”. وكان كارتر وهو ديموقراطي تولى رئاسة الولاياتالمتحدة بين عامي 1977 و1981، قد دعا في وقت سابق من الشهر الحالي إلى إرسال وفد رفيع المستوى من الولاياتالمتحدة إلى بيونج يانج لإجراء محادثات سلام أو دعم مؤتمر دولي يضم الكوريتين وواشنطن وبكين في موقع يمكن قبوله من كافة الأطراف. وفي منتصف التسعينيات من القرن الماضي، سافر كارتر إلى بيونغ يانغ رغم اعتراضات الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وأبرم اتفاقا مع كيم إيل سونغ، جد الزعيم الحالي. وقال كارتر إنّ المسؤولين الكوريين كانوا يطالبون دائما بمحادثات مباشرة مع الولاياتالمتحدة تؤدي إلى اتفاق سلام يحل محل اتفاق وقف إطلاق النار الذي يعود لعام 1953 والذي لا يزال سائدا، لكنه فشل في وضع نهاية للصراع الكوري. ويريدون نهاية للعقوبات وضمان أنه لن يكون هناك هجوم على كوريا الشمالية في حالة السلام، وفي النهاية علاقات طبيعية بين بلدهم والمجتمع الدولي. وأوضح الرئيس الأمريكي الأسبق، أنه حتى الآن لم تمنع العقوبات الاقتصادية القاسية كوريا الشمالية من تطوير قوة عسكرية هائلة تشمل صواريخ نووية بعيدة المدى. واستعر التوتر بشبه الجزيرة الكورية مؤخرا، بعد أن أجرت بيونغ يانغ تجربتها النووية السادسة بداية الشهر الماضي، كما أجرت أيضا سلسلة من التجارب لاختبار منظومتها الصاروخية البالستية، عبر صاروخان منها أجواء اليابان، ما دفع واشنطن إلى نشر حاملة الطائرات العملاقة ”كارل فينسون” قرب شبه الجزيرة الكورية، منذ مارس الماضي. وتحمل ”رونالد ريغان” على متنها طاقماً يتألّف من 3 آلاف و200 ضابط وبحّار، إضافة إلى ألفين و480 طيّاراً، ولديها قدرة على حمل 90 طائرة حربية ومروحية. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد هدد بتدمير كوريا الشمالية ”كليا”، ردا على أي هجوم منها يستهدف الولاياتالمتحدة أو حلفائها، ما أثار مخاوف من إمكانية نشوب نزاع مسلح بشبه الجزيرة الكورية.