تتواصل بمدينة تونس فعاليات مهرجان قرطاج السينمائي، والذي ستختتم فعالياته اليوم، بحيث شارك عدد من الأفلام العربية في الفعالية، ومن بين أفلام المهرجان العربية العديدة التي يعرضها مهرجان قرطاج، هناك عدة أفلام سبق لها أن عرضت في مهرجانات أخرى ونالت استحساناً شاملاً، البعض الآخر منها يبدأ دورته في المهرجانات العربية أو الدولية من هذا المهرجان التونسي العريق. وكان قد أعلن منظم والطبعة ال 28 لأيام قرطاج السينمائية بتونس عن انتقاء ثلاثة أفلام جزائرية للمسابقة الرسمية، وهي ”في انتظار عودة الخطاطيف” لكريم موساوي و”معركة الجزائر، فيلم في قلب التاريخ” لمالك بن سماعيل و”رجل ومسرحان” (فلم قصير) لعيسى جوامع. ويشارك الفيلم الطويل ”في انتظار عودة الخطاطيف” في السباق على جائزة ”التانيت الذهبي” إلى جانب العديد من الأفلام مثل ”على كف عفريت” للتونسية كوثر بن هانية و”ضربة على الرأس” للمغربي هشام العصري و”مطار حمص” للسوري جود سعيد و”فليسيتي” للسنيغالي آلانقوماس و”قضية رقم 23” للمخرج اللبناني زياد دويري. أما في فئة الأفلام الطويلة الوثائقية، يشارك فيلم ”معركة الجزائري فيلم في قلب التاريخ” في السباق إلى جانب ”17” للأردنية وداد شافاكوج و”الفراق” للعراقي هكار عبد القادر وأفلام أخرى. ويتناول فيلم ”في انتظار عودة الخطاطيف” لكريم موساوي، ثلاث حكايات في جزائر اليوم، رجل شهد حادثة إجرامية ولم يخبر عنها، شاب يقود عائلة إلى بلدة حيث ستزوّج ابنتها وطبيب كان شهد حادثة اغتصاب ومطالب الآن بتبني الولد. ويعمد المخرج الجزائري كريم موساوي إلى ثلاث قصص كل منها مرتبط بالآخر بخيط نحيف. وهي متباينة من حيث أن المفاد الكامن في كل منها قد يعود إلى اختيارات أبطالها أكثر مما هو فعل زمني، وذلك باستثناء محدود للحكاية الثالثة حيث يعود الماضي إلى الحاضر ويفرض واقعاً جديداً على بطله. الاختيارات التي يجد فيها أبطال هذه القصص لا تتشابه كثيراً. الاختيار الأول متمثل في رجل يشكو من الوضع السائد في البلاد، لكنّه مشترك فيه. لقد فشل بإبلاغ البوليس عندما شهد جريمة ترتكب على مقربة منه، الاختيار الثاني ينحصر في الفتاة التي رأت بأنّ مستقبلها في الزواج المتفق عليه وليس في قصّة الحب الممكنة. يتبع المخرج منوالاً فنياً جريئاً في معالجته للحكايات الثلاث، دافعاً بالأمكنة إلى المشاركة في أجوائه. ولديه القدرة على تنفيذ طقوس نفسية متعددة ومكانية كذلك. مستوى الحكايات ليس واحداً. الأضعف هي الثانية التي تعاني من فبركة عذر يمنع والد الفتاة من استكمال الرحلة معها، ما يسمح لتلك الخلوة بينها وبين السائق الذي يمثل الحب الطارئ. العذر عبارة عن حادثة تسمم تدخله المستشفى لكنّها مكتوبة ومنفذة بإجادة أقل ما يجعلها صدفية وغير مقنعة. واختار مهرجان أيام قرطاج السينمائية في تونسالجزائر كضيف شرف دورته الثامنة والعشرين، بحيث كانت قد صرحت إدارة مهرجان قرطاج، في بيان، أن الدورة الثامنة والعشرين ستكرم السينما الجزائرية بعرض 12 فيلما خارج المسابقة الرسمية بين أفلام كلاسيكية وجديدة. وافتتح فيلم ”غروب الظلال” للمخرج محمد الأخضر حمينة صاحب ”التحف السينمائية”، كتكريم للجزائر من خلال تكريم المخرج محمد الأخضر حمينة، الذي يعد أول مخرج عربي يفوز بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي عن فيلم ”وقائع سنوات الجمر” عام 1975.