رفعت أيام قرطاج السينمائية، أمس، القبعة للفن والثقافة الجزائرية وذلك افتتاح الدورة الثامنة والعشرون، حيث قال مدير الأيام السينمائية نجيب عياد الذي أن:" اختيار تونس للجزائر كضيفة شرفة دورة السنة الحالية راجع للزخم الثقافي والسينمائي الذي تتمتع به الجزائر"، ما جعل من أهم مهرجان سينمائي في تونس يقف تحية تقدير وعرفان للسينما الجزائرية وما قدمه من إبداع على مدار الخمسون عاما منذ الاستقلال، حيث يلتقي جمهور قرطاج ببرنامج ثري من الندوات والعروض السينمائية الخاصة بالجزائر بعنوان"السينما الجزائرية تحت المجهر".
تميزت المشاركة الجزائرية في قرطاج، هذه السنة منذ حفل الافتتاح الذي عرف مشاركة العازف الشاب الجزائري حسن بلقاسم الطالب بالمعهد العالي للموسيقى بالجزائر وعضو الأركسترا الوطنية، حيث عزف على آلة القانون مقطع أندلسية ومقطع من أغنية الراحل الشاب حسني "طال غيابك".
وحيا وزير الشؤون الثقافية التونسي محمد زين العابدين الفن الجزائري والسينما الجزائرية وذلك في كلمة الافتتاح دعا إلى دعم قيم الحياة والأمل والقناعة الصادقة والعمل على بناء غد أفضل، وتكريس مبدأ التعايش والمحبة والتقدير التي وصفها ب:"القيم التي تبث فينا روح التنوع الثقافي بتمثله وتشكله، قيم فنية وجمالية وإنسانية تنأى بنا عن الإقصاء والتمييز والإرهاب".
وفي إطار برنامج المسطر، وقعت اليوم الاثنين الجزائر ممثلة في المركز الوطني لتطوير السينما مع نظيره التونسي المركز الوطني للسينما والصورة، اتفاقية تعاون مشتركة على هامش فعاليات أيام قرطاج السينمائية، وتهدف الاتفاقية إلى دعم الإنتاج المشترك وتبادل الخبرات وبرامج التكوين، وذلك في إطار الأهداف الأساسية للمهرجان منذ أن تأسس عام 1966 وفق مبدأ التركيز على الجانب العربي والأفريقي، مع الاهتمام بالبعد العالمي.
قد تزينت ساحة الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية بالزغاريد والورود، وامتد البساط الأحمر من فندق أفريقا حتى قاعة "سينما الكولزيه"، لاستقبال نجوم الفن السابع من العالم العربي، وقد لاحظ عدم تركيز أيام قرطاج هذه السنة على دعوة نجوم الصف الأول من العالم العربي على خلاف السنة الماضية، حيث اكتفت تونس بمشاركة الممثلين المشاركين بالأفلام منهم النجم غسان مسعود وعمرو واكد وعرين عمري المشاركين في فيلم الافتتاح "الكتابة على الثلج" للمخرج الفلسطيني رشيد مشهرواي، كما حضر معظم نجوم السينما التونسية على غرار درة زروق ومنى نور الدين والمخرج شوقي الماجري، ومن الجزائر حضر الممثل حسان كشاش والممثل نبيل عسلي ويوسف سحايري وعدد من مخرجي الأفلام المشاركة في مناقشة الأفلام الجزائرية المعروضة داخل وخارج المنافسة.
وتتواصل فعاليات أيام قرطاج إلى غاية الحادي عشر من نوفمبر، مع التركيز على الأفلام لاستقطاب الجمهور الذي يشكل روح أيام قرطاج، وهو ما يعكسه تجاوز معدل التذاكر التي تباع الربع مليون تذكرة خلال دورة العام الماضي، حيث التونسيون على متابعة الأفلام المشاركة والتي يبلغ عددها هذه السنة 180 فيلما منها 19 فيلم في عرض عالمي أول، كما يشمل برنامج الجزائر هذه السنة مشاركة فيلم "غروب الضلال" للخضر حامينا و"إبن باديس" لباسل الخطيب، و"زبانة" لسعيد ولد خليفة"، و"الوهراني" لإلياس سالم، و"الدليل" لعمور حكار، وفيلم "رشيدة" ليمينة شويخ. وتشارك ثلاثة أفلام جزائرية في المسابقة الرسمية للمهرجان، وهي فيلم "في انتظار السنونوات" للمخرج كريم موساوي، والفيلم الوثائقي "معركة الجزائر" للمخرج مالك بن اسماعيل، والفيلم القصير "رجل ومسرحان"، كما يعرف البرنامج الجزائري مشاركة المخرج الشاب أمين حتو رفقة المنتج بوعلام زياني ضمن برنامج "تكميل".