أعلنت الإدارة الأمريكية أنّ الرئيس دونالد ترامب قرّر إدراج كوريا الشمالية على لائحة الدول الراعية للإرهاب. وأوضحت أن هذا القرار من شأنه السماح للولايات المتحدة بفرض عقوبات إضافية على بيونغ يانغ للحد من طموحاتها النووية والصاروخية. وقال الرئيس الأمريكي للصحفيين أثناء ترؤسه اجتماع الوزراء في البيت الأبيض: "أيدت كوريا الشمالية مرارا أعمال الإرهاب الدولي بما في ذلك عمليات اغتيال على أراض أجنبية"، مشيرا في ذلك إلى مقتل كيم جونغ نام الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في فبراير الماضي بماليزيا والطالب الأمريكي أوتو وارمبير الذي اعتقلته بيونغ يانغ وتوفي في جوان إثر غيبوبة. وكان قد اتهم نظام بيونغ يانغ بتعذيبه. وأضاف القول "كان ينبغي حدوث ذلك منذ وقت طويل، منذ سنوات خلت". وقال الرئيس الأمريكي إن وزارة المالية ستعلن عن حزمة ضخمة من العقوبات الإضافية ضد كوريا الشمالية خلال الأسبوعين القادمين وستكون العقوبات أكثر تشددا. ومن جهته صرّح وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، الإثنين، أن بلاده لا تزال تأمل في إيجاد حل دبلوماسي للأزمة الكورية رغم العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ. وأضاف قائلا: "ما زلنا نأمل في الدبلوماسية"، مضيفا أن "هذا كله جزء من مواصلة تكثيف هذه الضغوط". وأشار الوزير الأمريكي إلى وجود أدلة على أن للعقوبات "تأثيرا كبيرا" على نظام كيم. وجاء الإجراء الأمريكي في أعقاب قرارين لمجلس الأمن الدولي صدرا خلال العام الحالي ردا على تجارب بيونغ يانغ البالستية والنووية. وأكّد كيم، الزعيم الكوري، عزم بلاده تصنيع صواريخ باليسيتية قادرة على الوصول إلى عمق الأراضي الأمريكية، في تحد لقرارات وعقوبات مجلس الأمن الدولي. ووعد ترامب بحسم الملف الكوري بعد جولته الأسيوية الأخيرة وسعى إلى عزل كوريا الشمالية أكثر فأكثر. يذكر أن الإدارة الأمريكية كانت قد أدرجت بيونغ يانغ على قائمتها السوداء من 1988 إلى 2008 بسبب تورطها المزعوم في تفجير طائرة كورية جنوبية، ما أدى إلى مقتل 115 شخصا عام 1987. وقد سحبتها لاحقا إدارة الجمهوري جورج دبليو بوش لتسهيل المفاوضات النووية التي انهارت في آخر المطاف. ويقول المراقبون إن العلاقات الأمريكية الكورية الشمالية سيطرأ عليها الجمود مجددا بعدما لاحت بوادر إجراء الحوار بينهما، وقد يكون ذلك مبررا لاستئناف بيونغ يانغ استفزازاتها العسكرية. وفي السياق، ذكرت وكالة كيودو اليابانية للأنباء أن رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، رحب بالقرار الأمريكي قائلا إنه سيزيد الضغط على بيونغ يانغ. ونقلت كيودو تصريحات آبي قال فيها "أرحب وأدعم القرار إذ أنه سيزيد الضغط على كوريا الشمالية". واستعر التوتر بشبه الجزيرة الكورية مؤخرا، بعد أن أجرت بيونغ يانغ تجربتها النووية السادسة مطلع سبتمبر الماضي، كما أجرت أيضا سلسلة من التجارب لاختبار منظومتها الصاروخية البالستية، عبر صاروخان منها أجواء اليابان، ما دفع واشنطن إلى نشر حاملة الطائرات العملاقة "كارل فينسون" قرب شبه الجزيرة الكورية، منذ مارس الماضي. وتحمل "رونالد ريغان" على متنها طاقماً يتألّف من 3 آلاف و200 ضابط وبحّار، إضافة إلى ألفين و480 طيّاراً، ولديها قدرة على حمل 90 طائرة حربية ومروحية. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد هدد بتدمير كوريا الشمالية "كليا"، ردا على أي هجوم منها يستهدف الولاياتالمتحدة أو حلفائها، ما أثار مخاوف من إمكانية نشوب نزاع مسلح بشبه الجزيرة الكورية.