أعلن الجيش الكوري الجنوبي في بيان، أمس الإثنين، أنّ قواته الجوية وأخرى برية أجرت تدريبا بالصواريخ ردا على التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية. وشملت التدريبات صواريخ هيونمو البالستية- التي يصل مداها إلى نحو 300 كلم- وطائرات أف-15 كي المقاتلة. وقالت هيئة الأركان المشتركة، أن هذا التدريب أجراه الجيش الكوري بمفرده، وإنه يجري التحضير لتدابير مشتركة مع الجيش الأمريكي لردع استفزازات بيونغ يانغ. وأضاف البيان الذي نقلته وكالة ”يونهاب” الكورية الجنوبية بأن المناورات أُجريت بالذخيرة الحية وتحاكي هجوما على موقع للتجارب النووية في كوريا الشمالية، موجها ضربات لأهداف في بحر الشرق. وأعلنت كوريا الشمالية أنها اختبرت، يوم الأحد، قنبلة هيدروجينية يمكن وضعها على صواريخ بعيدة المدى، وأنّ التجربة كُللت بنجاح ”تام”، وأن كافة أجزاء القنبلة الهيدروجينية تم تصنيعها محليا. وفي أعقاب الإعلان عن التجربة، أصدرت الحكومة الكورية الجنوبية بيانا تدين فيه التجربة النووية السادسة لكوريا الشمالية. ومن المنظر أن تفاقم هذه التجربة التوتر الذي تشهده شبه الجزيرة الكورية. وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا الإثنين لبحث الرد الدولي على التجربة النووية الأخيرة لكوريا الشمالية. وقالت البعثة الأمريكية لدى الأممالمتحدة في بيان إن الاجتماع جاء بطلب من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان وكوريا الجنوبية. وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد التجربة النووية لكوريا الشمالية التي ”تزعزع الاستقرار بشكل كبير”، داعيا بيونغ يانغ مجددا لوقف مثل هذه الأعمال. وقال غوتيريش في بيان إن ”هذا العمل يعتبر خرقا خطيرا لالتزامات كوريا الشمالية الدولية وتقوض الجهود الدولية لمنع الانتشار ونزع السلاح”. وتابع قائلا إن ”هذا العمل يزعزع استقرار الأمن الإقليمي بشكل كبير. كوريا الشمالية هي الدولة الوحيدة التي تواصل خرق قواعد اختبارات الانفجارات النووية”، داعيا بيونغ يانغ إلى ”التوقف عن القيام بمثل هذه الأعمال والالتزام بشكل كامل بالتزاماتها الدولية”. وتمنع قرارات مجلس الأمن الدولي كوريا الشمالية من القيام باختبارات نووية أو صاروخية. وتوعدت الإدارة الأمريكية، الأحد، نظام كوريا الشمالية برد عسكري ”ضخم” في حال هدد أراضي الولاياتالمتحدة أو أيا من حلفائها، مؤكدة أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يدرس كافة الخيارت للرد على التجربة النووية لبيونغ يانغ. وقال ماتيس للصحفيين أمام البيت الأبيض ”أي تهديد للولايات المتحدة أو أراضيها بما في ذلك غوام أو لحلفائنا سيواجه برد عسكري هائل”، ”رد سيكون فعالا وساحقا”. وأضاف ”لدنيا العديد من الخيارات العسكرية التي يمكن تنفيذها ضد كوريا الشمالية والرئيس ترامب سيطلع عليها جميعا”، متابعا و”لكن ترامب لا يبحث عن تدمير أي دولة بما فيها كوريا الشمالية”. وكانت كوريا الشمالية قد أجرت سادس وأقوى تجاربها النووية الأحد وقالت إنها قنبلة هيدروجينية متقدمة من أجل تثبيتها بصاروخ بعيد المدى. وأجرت بيونغ يانغ تجربتين نوويتين وعشرات التجارب الصاروخية منذ بداية العام الماضي، ما دفع بالأممالمتحدة إلى فرض عقوبات عليها. ويرى البعض أن كيم جونغ أون يرد على الضغوط الأمريكية مثل نشر أصولها الاستراتيجية في شبه الجزيرة الكورية، من خلال استفزازات صاروخية. وأطلقت صباح الثلاثاء الماضي صاروخا باليستيا من نوع ”هوانسونغ 12” سقط على بعد 1180 كيلومترا من سواحل جزيرة هوكايدو اليابانية، وتمت عملية الإطلاق بحضور الزعيم كيم جونغ أون. وكانت أقوى التجارب الخمس التي قامت بها بيونغ يانغ منذ 2006. وتسعى إلى تطوير سلاح نووي صغير بما فيه الكفاية ليتم تحميله على صواريخ بالستية عابرة للقارات. وكان مجلس الأمن الدولي قد أدان كوريا الشمالية في وقت سابق من هذا الشهر، محذرا من أنه سينفذ المزيد من العقوبات على أعمالها الاستفزازية.