دعا المغرب في بيان صدر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية، الجزائر إلى إعادة فتح حدودها البرية مع المملكة المغلقة منذ 1994، وإلى تطبيع العلاقات بين البلدين• وتزامنت هذه الدعوة المغربية مع اختتام الجولة الرابعة من المفاوضات المغربية الصحراوية في إطار الأممالمتحدة بمنهاست، والتي لم تحقق أي تقدم يذكر في مسار المفاوضات• ذكرت وكالة الأنباء المغربية، أمس، أن وزارة الخارجية والتعاون المغربية أصدرت بلاغا أوضحت فيه أن "المملكة المغربية تدعو في إطار الصداقة الأخوية والإخلاص التام إلى تطبيع العلاقات الثنائية وإعادة فتح الحدود بين البلدين"• وأضاف البيان" أن المملكة المغربية تكرر رغبتها في فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين الجارين، آخذة بعين الاعتبار ماضيهما ومصيرهما المشتركين"• وأكدت الوزارة أن الإطار الإقليمي والدولي الذي حمل الجزائر على قفل هذه الحدود " قد أصبح اليوم من الماضي"• وأغلقت الحدود البرية بين البلدين في 1994 بعد قرار الرباط آنذاك تطبيق نظام التأشيرات على الرعايا الجزائريين الذين يزورون المغرب، وردا على تلك الخطوة، أغلقت الجزائر حدودها مع المغرب، كما ألغى المغرب التأشيرات في 2005 ثم الجزائر في 2006، لكن الحدود بقيت مغلقة• وقد تزامنت هذه الدعوة المغربية مع اختتام الجولة الرابعة من المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليزاريو في "مانهاست" الثلاثاء الماضي دون تسجيل تقدم حقيقي، حسبما أفادت به وكالة الأنباء الجزائرية من مصدر مقرب من المحادثات• وأضاف ذات المصدر، أن طرفي النزاع في الصحراء الغربية، اتفقا على موعد خامس وفق اقتراح تقدم به السيد "بيتر فان فالسوم" المبعوث الشخصي للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة "بان كي مون" بالصحراء الغربية الذي أسندت له مهمة تسهيل المفاوضات• وتأتي دعوة الخارجية المغربية أياما فقط بعد أن أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أن فتح الحدود مع المغرب أمر وارد، ولكنه مرتبط بتذليل العقبات التي أدت إلى غلقها، وكان الأمر يتعلق حينها بمشكل أمني، قررت بعده الرباط فرض تأشيرة الدخول على الجزائريين، كما زاد موقف الجزائر المؤيد لاستقلال الصحراء الغربية عائق رئيسي في تحسن العلاقات الجزائرية المغربية ، والتي انعكست بدورها على مسار اتحاد المغرب العربي الذي بقي مجمدا لجمود العلاقات بين الجارتين، والتي لا تتعدى رسائل تتبادلها قيادة البلدين في الأعياد الدينية والوطنية إلتزاما بالأعراف الدبلوماسية• وقال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في حوار لوكالة الأنباء البريطانية "رويترز" أن العقبات التي تحول دون فتح الحدود مع المغرب ماتزال موجودة• وكانت إشاعات قد روجت بداية 2006 بشأن إعادة فتح الحدود بين الجزائر والمغرب، خلال صائفة نفس السنة، بعد رفع التأشيرة بالنسبة للطرفين، غير أن وزير الداخلية والجماعات المحلية "نور الدين يزيد زرهوني" قد فنّدها، وقال أن المسألة معقدة وليست بالسهولة التي يمكن تصورها، حيث أن فتح الحدود المشتركة والسماح للمواطنين بالتنقل بين البلدين يتطلب تجاوز العديد من العقبات والصعوبات، وتتكبد المغرب خسارة سنوية لا تقل عن مليار دولار من إيرادات السياحة والتجارة، بعدما أصبح الجزائريون يتوجهون إلى تونس• اتفاقية لرفع الرقابة الجمركية على المنتجات بين المغرب والجزائر ذكرت مجلة "جون أفريك" في عددها الأخير أن الجزائر والمغرب تحضران لتوقيع اتفاقية الاعتراف المتبادل بالمقاييس النوعية والمطابقة لمنتوجات البلدين، وذكر نفس المصدر، بأن الاتفاقية ستوقع خلال الأسابيع القليلة القادمة بين الطرفين، وسيتم بموجبها رفع الرقابة الجمركية للمنتوجات الجزائرية والمغربية على حدود البلدين، كما أنها ستساهم في رفع التبادل التجاري بين الدولتين وتسهيل عمل الصناعيين، حيث لن تتطلب المنتجات التي تخضع حاليا لرقابة عديدة منها الصحية، إخضاعها للرقابة فور دخول الاتفاقية حيز التنفيذ•