يسعى بعض أعضاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطنية إلى إنشاء جمعية تجمع شتات هذه الفرقة التاريخية العريقة، بيد أن عراقيل كثيرة تواجه مساعيهم تلك. كشف المسرحي عبد الحميد رابية في ندوة تاريخية عقدها بفيلا أنجلفي بتيبازة مع الموسيقي مصطفى سحنون عن إيداع ملف تأسيس جمعية وطنية لدى مصالح وزارة الداخلية في 30 جانفي 2007 تتمثل أهم أهدافها في التكفل بالأعمال الفنية التي أنتجتها الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني خلال الثورة، إلا أنه وبعد مرور أكثر من سنة على عملية الإيداع لم يتلق المؤسسون أيّ ردّ بالإيجاب أو بالرفض من مصالح وزارة الداخلية. وفي هذا الإطار، أكد رابية على أنّه اتصل بالمكلف بالحركة الجمعوية بالأفلان حاليا السيد صالح فوجيل والذي وعده بمراسلة وزير الداخلية في ذات الموضوع، كما أشار إلى أنّ 28 عضوا من بين ال50 الذين كانت تضمهم الفرقة توفوا خلال عقود الزمن المنصرمة فيما يعاني بعض المتبقين على قيد الحياة من عوائق المرض وتقدم السن. غير أن النشطين منهم لم تمنعهم ذات العوارض من التفكير في تأسيس جمعية تعتبر بمثابة فرقة متجددة لتلك التي ذاع صيتها خلال الثورة، وهي الفرقة التي تأسست في 12 أفريل 58 من طرف 35 فنانا أعلنوا ولاءهم للثورة قبل أن تتوسع عضويتها إلى 50 فنانا انقسمت إلى مجموعتين، إحداهما موسيقية غنائية تضم عدة فنانين مثل مصطفى سحنون وأحمد وهبي وفريد علي وغيرهم والأخرى مسرحية يمثلها عبد الحليم رايس "مسرحي الثورة" ومصطفى كاتب ويحيى بن مبروك وغيرهم، بحيث كانت الفرقة تنتج أعمالا فنية تثير إعجاب الفنانين العرب حينذاك على غرار نشيد "قسما" الذي كتب كلماته الشاعر مفدي زكرياء ولحنه في بادئ الأمر الملحن التونسي "التريكي" الذي أدخل به 4 ألحانا مختلفة وفقا لمقاطعه الأربعة غير أنّ ذلك لم ينل إعجاب قادة الثورة الذين أشاروا إلى عرض القصيدة على صوت العرب بالقاهرة، حيث تمت الاستعانة بالملحن "محمد فوزي" الذي قدّم لها لحنا مميزا واحدا لايزال ينشد به إلى اليوم، وقد أصيب حينها الشاعر مفدي زكريا بالإغماء حين أشار له محمد فوزي مازحا بأن ثمن التلحين يقدر بالملايين قبل أن يتراجع عن مزاحه ويؤكّد له بأن عمله هو هدية لملايين الجزائيين الأبطال. كما قامت الفرقة المسرحية بإنتاج 4 أعمال مسرحية رائدة تم عرضها بالمسرح البلدي بتونس في بادئ الأمر، قبل أن يتم نشرها بمختلف البلدان المناصرة للقضية الجزائرية حينذاك، وكان من بين أعضاء المجموعة الموسيقية الموسيقي المتألق مصطفى سحنون الذي لايزال عملاقا بارزا في عالم التلحين والموسيقى وقدّم بالمناسبة شهادات عن الجوانب الخفية للنشيد الوطني الذي حملت قصيدته عبر الطرق البرية الصحراوية الصعبة من الجزائر إلى مصر سنة 58، لعرضها بإذاعة صوت العرب المشتهرة بإذاعة البلاغات والمستجدات المتعلقة بالثورة الجزائرية وكان لهذا الأخير نصيب من الكد والنشاط المميز في لعب دور السفارة الثقافية للثورة في مختلف البلدان.