ألقى مؤخرا الباحث الموسيقي عبد القادر بن دعماش بالمسرح البلدي لولاية سطيف، محاضرة عن تاريخ الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني منذ نشأتها سنة 1958 والى غاية 1962. تحدث المحاضر عن تكوين الفرقة وعن أعضائها وعن علاقتها مع القيادة السياسية والعسكرية أثناء الثورة، وكيف أن هذه الأخيرة انتبهت إلى الدور الهام الذي يعلبه الفن والثقافة عموما في النضال والتوعية، ومحاولة إشراك الوسط الفني في هذه الثورة، باعتباره جزءا من المجتمع الجزائري، فليس من المعقول أن يلتحق الفلاح والعامل والتاجر والبطال والفقير والغني بالثورة، ويبقى الفنان غائبا. في حديثه مع "المساء" أشار الباحث عبد القادر بن دعماش، الى أمر اصدرته قيادة الثورة قبل الاستقلال، يتعلق بجمع التراث الموسيقي الجزائري وتسجيله، وبالفعل شرع في هذه المهمة ابتداء من سنة 1959 بيوغسلافيا من خلال اسطوانات 33 دورة، اضافة الى تسجيل الحفلات المباشرة وكل انتاج حديث كنوع من المقاومة الثقافية، وبالفعل تكفل بعض الشيوخ بجمع هذا التراث منهم العربي بن صاري، الصادق بجاوي، الفخارجي، العنقى وغيرهم. للإشارة، بلغ عدد أعضاء الفرقة 50 عضوا توفي منهم 30 وممن بقوا على قيد الحياة نجد مثلا طه العامري (عبد الرحمان بسطنجي)، مصطفى سحنون وطاهر بن أحمد. من جهة أخرى، أشرف عبد القادر بن دعماش بولاية سطيف، على بيع بالإهداء لكتابه الجديد "الفرقة الفنية لجبهة التحرير 1958 - 1962"، في انتظار توزيعه في الأيام القادمة بالعاصمة ثم بباقي مناطق الوطن.